مبنىّ لتضمنه معنى الحرف ، وهو العاطف ، إذ أصل قام الزيدان قام زيد وزيد ، وكأنه بنى لنفس العلة التى بنيت لها الأعداد المركبة مثل ثلاثة عشر (١).
وكان يخالف جمهور البصريين فى مسائل نحوية وصرفية كثيرة ، من ذلك أن الجمهور كان يرى أن نون المثنى والجمع عوض عن التنوين فى المفرد ، وذهب الزجاج إلى أنها عوض عن حركة الإعراب فى المفرد (٢). وذهب جمهور البصريين إلى أن «هو وهى» أصلان ، فالضمير فى كل منهما مجموع الحرفين ، وذهب الزجاج إلى أن الضمير فيهما الهاء فقط والواو والياء زائدتان لحذفهما فى مثل هما وهم وهن ، وحذفهما أيضا فى المفرد فى بعض لغات الأعراب كقول بعضهم : «دار لسعدى إذه من هواكا» (٣). وذهب الجمهور إلى أن أيمن فى مثل أيمن الله مرفوعة بالابتداء وخبرها محذوف ، وذهب الزجاج إلى أنها حرف جرّ وقسم (٤). ومرّ بنا أن الأخفش كان يرى أن إذا الفجائية حرف ، ورأى المبرد أنها ظرف مكان ، وذهب الزجاج إلى أنها ظرف زمان ، ولذلك منع أن تكون خبرا لما بعدها فى مثل «خرجت فإذا محمد» ، بل الخبر محذوف ، لأن الزمان لا يخبر به عن الجثة (٥). وذهب الجمهور إلى أن جواب لو حين يكون جملة اسمية مثل : (وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَيْرٌ) محذوف وتقديره لأثيبوا ، أما (لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَيْرٌ) فجواب قسم تقديره والله لمثوبة وقال الزجاج بل الجملة جواب لو واللام الداخلة عليها ليست لام قسم إنما هى اللام التى تدخل عادة فى جواب لو (٦). وكان الجمهور قبله يعرب الرجل فى مثل مررت بهذا الرجل نعتا ، لمجىء ذلك ، على لسان سيبويه وكأنهم لم يلاحظوا ما سبق أن قلناه من أنه قد يسمّى التوكيد وعطف البيان صفة ، وتنبه لذلك الزجاج ، فأعرب الرجل فى المثال المذكور عطف بيان لا نعتا (٧) ومرّ بنا أن المازنى كان يذهب إلى أن الفاء فى مثل «خرجت فإذا محمد» زائدة ، وذهب الزجاج إلى أنها للسببية المحضة (٨). وكان الجمهور يمنع تقديم المستثنى على فعله ، فلا يقال «إلا زيدا قام القوم» وجوّز ذلك الزجاج
__________________
(١) الهمع ١ / ١٩.
(٢) الهمع ١ / ٤٨.
(٣) الهمع ١ / ٦١.
(٤) المغنى ص ١٠٥ والهمع ٢ / ٤٠.
(٥) المغنى ص ٩٢ وما بعدها والهمع ١ / ٢٠٧.
(٦) الهمع ٢ / ٦٦.
(٧) المغنى ص ٦٣١.
(٨) المغنى ص ١٨٠.