له كتاب كبير فى القراءات ، وألف فى النحو مختصرا ، وكان يجوّز نداء الجنس المعرّف بالألف واللام المشبه به مثل «يا الأسد» أى يا مثل الأسد (١). ومعروف أن الجمهور لا يجيز ذلك إلا مع أى ، تقول «يا أيها الأسد» ولا يجوز «يا الأسد» ألبتة.
وممن غلبت عليه اللغة من تلاميذه على (٢) بن حازم اللّحيانى ، وكان يتصدر للإملاء فى زمن الفرّاء ، واشتهر بكتاب فى اللغة يسمى «النوادر». ودارت فى كتب النحو له روايتان شاذتان شذوذا شديدا أما الأولى فروايته أن من العرب من يجزم بأن الناصبة للمضارع ، إذ ذكر أن بعض بنى صباح من ضبّة أنشده قول امرئ القيس :
إذا ما غدونا قال ولدان أهلنا |
|
تعالوا إلى أن يأتنا الصيد نحطب |
وقول بعض الرجّاز :
أحاذر أن تعلم بها فتردّها |
|
فتتركها ثقلا علىّ كما هيا |
ويروى البيت الأول «إلى أن يأتى الصيد» وإذن تسقط رواية اللحيانى ، أما البيت الثانى فقال ابن هشام : فيه نظر ، لأن الراجز عطف على الفعل المسكّن أفعالا منصوبة مما يدل على أنه مسكن للضرورة لا مجزوم (٣). وأما الرواية الثانية فما ذكره من أنه سمع بعض العرب ينصب بلم الجازمة مثل لن تماما كقول بعض رجّازهم :
فى أىّ يومىّ من الموت أفرّ |
|
أيوم لم يقدر أم يوم قدر |
وكقراءة بعض القراء شذوذا (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) بفتح الحاء. وخرّج ذلك بعض النحاة على أن الأصل «لم يقدرن» و (ألم نشرحن) ثم حذفت نون التوكيد الخفيفة وبقيت الفتحة دليلا عليها (٤). وهى على كل حال صيغ شاذة لا يعوّل عليها فى القواعد المطردة.
على كل حال ليس بين من سميناهم من تلاميذ الكسائى من يمكن أن يقال
__________________
(١) الهمع ١ / ١٧٤.
(٢) راجع فى ترجمته الزبيدى ص ١٤٧ وأبا الطيب اللغوى ص ٨٩ ونزهة الألباء ص ١٧٦ ومقدمة تهذيب اللغة للأزهرى ومعجم الأدباء ١٤ / ١٠٦ وإنباه الرواة ٢ / ٢٥٥ وبغية الوعاة ص ٣٤٦.
(٣) المغنى ص ٢٧.
(٤) المغنى ص ٣٠٧.