كانت آخر عرضاته له سنة ٣٣١ للهجرة ، وله وراءه مصنفات لغوية كثيرة منها شرح كتاب أستاذه «الفصيح» وكتاب فائت معجم العين وكتاب فائت الجمهرة والرد على ابن دريد ، وقد توفى سنة ٣٤٥ للهجرة
ولا يقل عن هذين الصاحبين أو التلميذين تأثرا بثعلب واقتداء بمباحثه تلميذه أبو بكر محمد بن الحسن المقرئ النحوى العطار المعروف باسم ابن مقسم (١) ، وكان يعنى بدراسة النحو الكوفى وله فيه بعض المصنفات غير أنه ركز نشاطه فى القراءات فألف فيها كتبا ومصنفات مختلفة ، منها كتاب السبعة الكبير. وقد تأخرت وفاته حتى سنة ٣٥٤ للهجرة.
وكل هؤلاء التلاميذ لا تدور لهم آراء فى كتب النحو ، وكأنما كانوا امتدادا لمباحث ثعلب اللغوية ، وقد اتسع بها ابن مقسم فى الاحتجاج للقراءات السبعة وكان يقصر عليها نشاطه ، وربما كان أنبه تلاميذ ثعلب فى المباحث النحوية أبو بكر بن الأنبارى ، ولذلك نخصه بكلمة مفردة.
أبو بكر بن الأنبارى
هو أبو بكر محمد (٢) بن القاسم بن محمد بن بشار الأنبارى ، ولد سنة ٢٧١ للهجرة ، وأكبّ منذ نشأته على حلقات العلماء فى عصره ، وخاصة حلقة ثعلب ، وكانت له حافظة قوية ، حتى قالوا إنه كان يحفظ من شواهد القرآن ثلاثمائة ألف بيت. وصنّف كتبا كثيرة فى علوم القرآن وغريب الحديث والمشكل والوقف والابتداء ، كما صنف فى اللغة والنحو كتاب الأضداد وهو منشور ، وكتاب المقصور والممدود ، وكتاب المذكر والمؤنث ، وكتابى الكافى والموضح فى النحو.
__________________
(١) انظر فى ترجمة ابن مقسم الفهرست ص ٣٣ وتاريخ بغداد ٢ / ٢٠٦ ونزهة الألباء ص ٢٨٨ ومعجم الأدباء ١٨ / ١٥٠ وإنباه الرواة ٣ / ١٠٠ وطبقات القراء لابن الجزرى ٢ / ١٢٣ وميزان الاعتدال للذهبى ٢ / ١٦٦ وبغية الوعاة ص ٣٦.
(٢) راجع فى ترجمة أبى بكر بن الأنبارى الزبيدى ص ١٧١ والفهرست ص ٧٥ ونزهة الألباء ص ٢٦٤ ومعجم الأدباء ١٨ / ٣٠٦ وإنباه الرواة ٣ / ٢٠١ وطبقات القراء ٢ / ٣٣٠ وتاريخ بغداد ٣ / ١٨١ والأنساب الورقة ٤٩ وابن خلكان ١ / ٥٠٢ وشذرات الذهب ٢ / ٣١٥ ومرآة الجنان ٢ / ٢٩٤ والنجوم الزاهرة ٣ / ٢٦٩ وروضات الجنات ص ٦٠٨ وبغية الوعاة ص ٩١.