ومن ذلك باب ما قيس على كلام العرب فإنه يصح من كلامهم (١) ، وباب الامتناع من تركيب ما يخرج عن السماع (٢). ومما نقله عنه باب الاشتقاق الأكبر ، يقول : «هذا موضع لم يسمّه أحد من أصحابنا غير أن أبا على ـ رحمهالله ـ كان يستعين به ويخلد إليه» (٣) ويريد به «أن تأخذ أصلا من الأصول الثلاثية فتعقد عليه وعلى تقاليبه الستة معنى واحدا ، تجتمع التراكيب الستة وما يتصرف من كل واحد منها عليه ، وإن تباعد شىء من ذلك عنه ردّ بلطف الصنعة والتأويل إليه .. نحو ك ل م ، وك م ل ، م ل ك ، م ك ل ، ل ك م ، ل م ك». ومن ذلك باب مشابهة معانى الإعراب معانى الشعر ، إذ يقول «نبّهنا أبو على ـ رحمهالله ـ من هذا الموضع على أغراض حسنة» (٤). ويقول فى باب تعليق الأعلام على المعانى دون الأعيان : «هذا باب من العربية غريب الحديث أراناه أبو على» (٥). وقد بنى باب محل حركات الإعراب من الحروف على كلام لأبى على (٦) ، واكتفى فى حديثه عن الحرف المبتدأ به أيمكن أن يكون ساكنا على توجيه أستاذه (٧) ويقول فى باب إضافة الاسم إلى المسمى والمسمى إلى الاسم : «هذا موضع كان يعتاده أبو على ـ رحمهالله ـ كثيرا ويألفه ويأنق له ويرتاح لسماعه» (٨). ويعقد بابا للاكتفاء بالسبب دون المسبب وبالمسبب من السبب قائلا : «هذا موضع من العربية شريف لطيف وواسع لمتأمله كثير ، وكان أبو على ـ رحمهالله ـ يستحسنه ويعنى به» (٩). ومن ذلك قوله فى فاتحة باب نقض الأصول وإنشاء أصول غيرها : «رأيت أبا على ـ رحمهالله ـ معتمدا هذا الفصل من العربية ملمّا به دائم التطرق له والفزع فيم يحدث إليه» (١٠) ويقول فى باب تجاذب المعانى والإعراب : «هذا موضع كان أبو على ـ رحمهالله ـ يعتاده ، ويلمّ كثيرا به ، ويبعث على المراجعة له ، وإلطاف النظر فيه» (١١).
__________________
(١) الخصائص ١ / ٣٥٧.
(٢) الخصائص ٢ / ١٧.
(٣) الخصائص ٢ / ١٣٣.
(٤) الخصائص ٢ / ١٦٨.
(٥) الخصائص ٢ / ١٩٧.
(٦) الخصائص ٢ / ٣٢١.
(٧) الخصائص ٢ / ٣٢٩.
(٨) الخصائص ٣ / ٢٤.
(٩) الخصائص ٣ / ١٧٣.
(١٠) الخصائص ٣ / ٢٢٧.
(١١) الخصائص ٣ / ٢٥٥.