مفعولان به ، وتوسط الفارسى ذاهبا إلى أن «فى» حذفت ، فنصبا على المفعولية اتساعا وتجوزا (١). وذهب الجمهور إلى أن «غير» محمولة فى الاستثناء على ما بعد إلا فحكمها حكمه ، وذهب الفارسى إلى أنها منصوبة على الحال فى مثل جاء القوم غير على (٢). والجمهور يذهب إلى أن لا فى مثل «لا سيما محمد» نافية للجنس وسى اسمها بمعنى مثل وما زائدة والخبر محذوف ، وذهب الأخفش إلى أن ما خبر لا وذهب أبو على فى كتابه «الهيتيات» نسبة إلى هيت بلدة بالعراق إلى أن لا فى مثل قام القوم لا سيما محمد مهملة وسى حال أى قاموا غير مماثلين لزيد فى القيام (٣). وذهب الجمهور فى مثل لا أبالك ولا أخا لك إلى أن أبا اسم لا النافية للجنس واللام فى لك زائدة وأبا مضاف إلى الكاف ومثلها أخا والخبر محذوف ، وذهب هشام من الكوفيين وابن كيسان من البغداديين إلى أن أبا محذوف ، وذهب هشام من الكوفيين وابن كيسان من البغداديين إلى أن أبا وأخا غير مضافين ولكنهما عوملا معاملة المضاف فى الإعراب ، ولك فى موضع الصفة لهما والخبر محذوف ، بينما ذهب الفارسى إلى أن أبا وأخا فى العبارتين جاءتا على لغة القصر وإلزام الأب والأخ الألف ، ولك هى الخبر (٤). وكان سيبويه والجمهور يذهبون إلى أن لام الاستغاثة فى مثل «يا لزيد» متعلقة بفعل أنادى المحذوف فى النداء ، وذهب أبو على إلى أنها متعلقة بيا (٥). وذهب سيبويه والجمهور إلى أن اللام الداخلة على الخبر مع إن المهملة فى مثل إن محمد لقائم (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً) هى لام الابتداء ، وذهب أبو على إلى أنها ليست لام الابتداء وإنما هى لام فارقة بين إن المؤكدة وإن النافية ، وكان يحتج بدخولها على الماضى فى مثل «إن زيد لقام» وعلى منصوب الفعل المؤخر فى مثل (وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ) وكلاهما لا يجوز دخول اللام عليه مع إن المشددة (٦).
وكان أبو على يسند آراءه دائما بالأدلة التى اصطلح عليها النحاة البصريون والكوفيون ، وهى السماع والقياس والتعليل ومواد السماع عنده هى نفسها المواد المستخدمة قديما من القرآن وقراءاته والشعر ورواياته ، وقد يتمثل بالحديث النبوى
__________________
(١) الهمع ١ / ٢٠٠.
(٢) المغنى ص ١٧١ والهمع ١ / ٢٣١.
(٣) المغنى ص ٣٤٧.
(٤) الخصائص ١ / ٣٣٨ والهمع ١ / ١٤٥.
(٥) المغنى ص ٤٨٩ والهمع ١ / ١٨٠.
(٦) المغنى ص ٢٥٦.