واختلف الرواة فى تاريخ وفاته ، ويغلب أن يكون حوالى سنة ٦٨٦ للهجرة ، واشتهر له شرحه على الكافية فى النحو لابن الحاجب ، وشرحه على مقدمته الصرفية المسماه بالشافية ، وانتهاجه نهج البغداديين واضح منذ الصفحات الأولى فى شرحه على الكافية ، إذ نراه يقف تارة مع الكوفيين وتارة مع البصريين ، وكثيرا ما يختار ما انفرد به بعض أعلامهما ، وقد يختار بعض آراء البغداديين. ونحن لا نصل إلى الصفحة الثامنة عشرة من الجزء الأول فى شرحه للكافية حتى نراه يذكر رأى البصريين فى أن عامل الرفع فى المبتدأ هو الابتداء ، ويضعفه مؤثرا عليه مذهب الكسائى والفراء فى أن عامل الرفع فيه هو الخبر ، إذ كل منهما صار عمدة بصاحبه.
ويذكر رأى البصريين فى أن عامل النصب فى المفعول هو الفعل ، ويضعفه مصوّبا رأى الفراء فى أن عامل النصب فيه هو الفعل والفاعل معا ، إذ إسناد أحدهما إلى الآخر هو السبب فى كون المفعول فضلة فيكونان السبب فى علامة الفضلة وهى النصب (١). ويعرض لما نسب إلى الخليل من أن أصل المرفوعات الفاعل ، والمبتدأ فرع عنه وما نسب إلى سيبويه من أن أصلها المبتدأ والفاعل فرع عنه ، ويختار رأى الأخفش وابن السراج القائل بأن المبتدأ والفاعل جميعا أصلان فى الرفع وليس أحدهما محمولا على الآخر ولا فرعا عنه. ويمد ذلك فى المفعول به وما قيل من أن بقية المفعولات محمولة عليه ، فجميعها هى الأخرى أصول وليست فروعا للمفعول به (٢). وما يلبث أن يذكر المذاهب التى مرت بنا لسيبويه والكوفيين والمازنى والجرمى والفارسى فى إعراب الأسماء الخمسة ، ويضعف الأربعة الأولى منها منتصرا للفارسى (٣). ونمضى معه فنراه يرجح رأى البصريين فى باب التنازع واختيارهم لإعمال الفعل الثانى (٤) ، وكذلك رأيهم فى أن ما بعد لو لا فى مثل لو لا محمد لجئت مبتدأ (٥) ، وأن الخبر محذوف فى مثل «كل عامل وعمله» (٦) ، وأن العامل فى المعطوف هو العامل فى المعطوف عليه بواسطة حرف العطف (٧). وعلى هذا النحو لا يزال
__________________
(١) انظر شرح الرضى على الكافية (طبعة إستانبول) ١ / ٢١.
(٢) الرضى على الكافية ١ / ٢٠.
(٣) الرضى على الكافية ١ / ١١٩.
(٤) الرضى على الكافية ١ / ٧٠ وما بعدها.
(٥) الرضى على الكافية ١ / ٩٣.
(٦) الرضى على الكافية ١ / ٩٧.
(٧) الرضى على الكافية ١ / ٢٧٧.