كتب النحاة ، منها ما يقف فيه مع سيبويه والبصريين ومنها ما يقف فيه مع الكوفيين أو البغداديين ، ومنها ما يستقل به. فمما يقف فيه مع الأولين أنه كان يرى رأى سيبويه فى أن لام المستغاث فى مثل «يا لزيد» متعلقة بفعل النداء المحذوف لا بياكما ذهب إلى ذلك ابن جنى ولا زائدة كما ذهب إلى ذلك المبرد (١). وكذلك كان يختار رأيه فى أن ما بعد لو لا مبتدأ لا فاعل بإضمار فعل كما ذهب الكسائى (٢). وكان يذهب مذهب الأخفش فى أن «إن» يجوز فيها الكسر والفتح إذا تلت مذ ومنذ مثل «ما رحلت إلى هذا البلد مذ أو منذ أن الله خلقنى» (٣) وكذلك فى أنه يجوز نصب زيد على الاشتغال بعد إذا الفجائية فى مثل «خرجت فإذا زيد قد كلمه عمرو» (٤). وكان يرى رأى الزجاج فى أن إذا الفجائية ظرف زمان (٥). واختار رأى الجرمى والمازنى فى أن إعراب المثنى والجمع المذكر السالم ببقاء الألف والواو رفعا وانقلابهما ياء نصبا وجرّا (٦). واختار رأى ابن السراج فى أنه يجوز حذف مفعولى ظن دون قرينة وكذلك أخواتها مستدلا بمثل قوله عزّ شأنه : (أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى) أى يعلم ، وقوله : (وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ)(٧). واختار رأى السيرافى أن الحائط فى مثل «رأسك والحائط» معطوفة على رأسك لا منصوبة بفعل آخر مضمر كما ذهب ابن طاهر وابن خروف (٨). وكان يرى رأى أبى على الفارسى فى أن الفعل لا ينصب أكثر من حال واحدة لصاحب واحد فلا يصح عندهما «نظرت إلى محمد جالسا قارئا (٩)». واختار رأى الكوفيين فى عدّ «هب» من أخوات ظن (١٠) وفى أنه تجوز الحكاية لكلام المتكلم لا بعد قال فقط بل أيضا بعد كل فعل يلتقى بها فى معناها كناديت ودعوت مثل : (فدعا ربه أنى مغلوب فانتصر) (١١). واختار رأى ابن السّيد السالف فى
__________________
(١) المغنى ص ٢٤٠ وما بعدها.
(٢) الأشباه والنظائر للسيوطى ١ / ١٨٧ وانظر فى تعليلات له مختلفة ١ / ٢٦٢ ، ٢٧٥.
(٣) الهمع ١ / ١٣٨.
(٤) المغنى ص ١٩١.
(٥) المغنى ص ٩٢.
(٦) الهمع ١ / ١٤٨.
(٧) الهمع ١ / ١٥٢.
(٨) الهمع ١ / ١٦٩.
(٩) الهمع ١ / ٢٤٤.
(١٠) الهمع ١ / ١٤٥.
(١١) الهمع ١ / ١٥٧.