«سوى» مثل غير فى المعنى والتصرف فتكون فاعلا فى مثل جاءنى سواك ، ومفعولا فى مثل رأيت سواك ، وبدلا أو منصوبة على الاستثناء فى مثل ما جاءنى أحد سواك ، وكان سيبويه والجمهور يذهبون إلى أنها ظرف مكان ملازم للنصب (١). وذهب مذهب الفارسى فى أن «غير الاستثنائية» فى مثل قام القوم غير زيد منصوبة على الحالية (٢) ، وأن ما تأتى زمانية كما فى قوله عزّ شأنه : (فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ) أى استقيموا لهم مدة استقامتهم لكم (٣) ، وأن من معانى الباء الجارة التبعيض مثل : (عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ)(٤). وكان يأخذ برأى ابن جنى فى أنه لا سبب لبناء الاسم سوى شبهه بالحرف (٥) ، وأن «إلا» قد تأتى زائدة ، وحمل عليه قول أحد الشعراء :
أرى الدهر إلا منجنونا بأهله |
|
وما صاحب الحاجات إلا معذّبا (٦) |
واختار رأيه فى أن الجملة قد تبدل من المفرد ، وخرّج عليه قوله تعالى : (ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ) ـ الآية) قائلا : إن ربك وما بعدها بدل من «ما» وصلتها (٧).
وكان أحيانا يأخذ برأى أسلافه من الأندلسيين ، من ذلك أخذه برأى ابن السّيد فى منع أن يكون عطف البيان تابعا لمضمر (٨) ، وبرأى ابن الطراوة فى أن هذا العطف لا يكون بلفظ الأول ، وتخريج مثل (وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا) على البدلية (٩). وكان يرى رأى الشّلوبين ومن سبقه مثل الرمانى فى أن خبر المبتدأ بعد لو لا إذا كان كونا عامّا كالوجود والحصول وجب حذفه مثل «لولا على لسافرت» أما إذا كان كونا مقيدا مثل السفر ونحوه وجب ذكره كقولك «لولا على مسافر لزرتك» (١٠). وكان يذهب مذهب ابن عصفور فى
__________________
(١) المغنى ص ١٥١.
(٢) المغنى ص ١٧١.
(٣) المغنى ص ٣٣٥.
(٤) المغنى ص ١١١.
(٥) الهمع ١ / ١٦.
(٦) المغنى ص ٧٦ والمنجنون : الدولاب الذى يستقى عليه.
(٧) الهمع ٢ / ١٢٨.
(٨) المغنى ص ٦٣٦.
(٩) المغنى ص ٥٠٩.
(١٠) المغنى ص ٣٠٢.