وأجمع النحاة أن مضافا إليه محذوفا فى مثل «قطع الله يد ورجل من قالها» واختلفوا من أى الكلمتين حذف من يد أو رجل ، واختار رأى سيبويه القائل بأن المضاف إليه المحذوف مع رجل لا يد (١). وكان يقول : لا يثنّى «بعض» ولا يجمع حملا على «كل» لأنه نقيض ، وحكم النقيض أن يجرى على نقيضه (٢). وكان يختار مذهب سيبويه فى أن عسى فى مثل «عساى وعساك» خرجت عن بابها وعملت عمل لعل (٣). وكان يقول لا يضاف من ظروف المكان سوى حيث (٤). وكان الجمهور يذهب إلى أن الحرف معناه فى غيره وذهب إلى أنه يدل على معنى فى نفسه (٥). وكان يرى رأى ابن عصفور فى العطف على محل الجملة فى التعليق بالنصب مستدلين بقول كثير :
وما كنت أدرى قبل عزّة ما البكا |
|
ولا موجعات القلب حتى تولّت |
بعطف كلمة موجعات على جملة «ما البكا» (٦). وكان يقول إنما كسرت النون فى المثنى لسكونها وسكون الألف قبلها (٧)!. وله تعليلات مختلفة ساق منها السيوطى أطرافا (٨). وكان يذهب مع أستاذه ابن مالك إلى جواز مجىء المبتدأ مؤخرا نكرة مع حملة سابقة له مثل «قصدك غلامه رجل» (٩) والأولى أن تكون رجل فاعلا مؤخرا. ونصّ على أن «لو ما» مثل لو لا تماما يحذف بعدها الخبر ويذكر الجواب مثل «لوما محمد ما جئت» (١٠).
وربما كان أنبه تلاميذ أبى حيان ابن (١١) أم قاسم الحسن بن قاسم المتوفى سنة ٧٤٩ للهجرة ، وأم قاسم جدته لأبيه ، نسب إليها. وله شرح على المفصل للزمخشرى وثان على التسهيل وثالث على الألفية لابن مالك. وتحتفظ كتب النحو له بآراء مختلفه ، من ذلك أنه كان يرى أن المحذوف فى «إنا وأنا ولكنا» النون
__________________
(١) الأشباه والنظائر ١ / ٤٢.
(٢) الأشباه والنظائر ١ / ١٩٦.
(٣) نفس المصدر ١ / ٢٢٩.
(٤) الأشباه والنظائر ٢ / ٨٨.
(٥) الهمع ١ / ٤ والأشباه والنظائر ٣ / ٢.
(٦) المغنى ص ٤٦٧.
(٧) الأشباه والنظائر ١ / ١٩٦.
(٨) انظر الأشباه والنظائر ١ / ٢٤٢ ، ١ / ٢٦٢ ، ١ / ٢٧٠ ، ٢ / ٨٨.
(٩) الهمع ١ / ١٠١.
(١٠) الهمع ١ / ١٠٥.
(١١) انظره فى البغية ص ٢٢٦