الأولى لا الثانية لأنها اسم ، والحروف أولى بالحذف من الاسم (١). وكان يتصدى لأستاذه أبى حيان كثيرا ، وخاصة حين يعارض ابن مالك ، ونراه يحكى عبارته حينئذ بصيغة قيل (٢) ، ومما عارضه فيه منحازا لابن مالك أن حرى من أخوات كاد وليست اسما منونا بمعنى حقيق (٣). وقد أنكر رأيه فى جواز حذف العائد المتصل بليت فى مثل «جاء الذى ليته زيد» (٤) وأكبر الظن أنه آن أن نفرد حديثا أكثر تفصيلا لأهم نحوىّ مصرى ظهر فى القرن السابع الهجرى وهو ابن الحاجب.
ابن (٥) الحاجب
هو جمال الدين عثمان بن عمر بن أبى بكر المتوفى سنة ٦٤٦ للهجرة ، ولد فى «إسنا» بصعيد مصر سنة ٥٧٠ ونشأ بالقاهرة ، وأكبّ على الدرس والتحصيل حتى أصبح علما فى الفقه على مذهب مالك وفى الأصول والنحو. وكان أبوه حاجبا للأمير عز الدين موسك الصلاحى ، فغلبت عليه النسبة إلى وظيفته. ورحل إلى دمشق ، وأقبل الطلاب يفيدون من علمه الغزير هناك ، ثم عاد إلى القاهرة فدرّس النحو بالمدرسة الفاضلية ، ثم نزل الإسكندرية ولم تطل إقامته بها ، إذ سرعان مالبّى نداء ربه. وله مصنفات كثيرة فى الفقه المالكى والأصول والعروض ، ولكن شهرته طبّقت الخافقين بما صنفه فى النحو ، وأهم مصنفاته فيه الكافية وهى مطبوعة مرارا بشرح الرضى الإسترابادى وغيره ، وشرح له الرضى أيضا الشافية ، وهى فى فن التصريف وشرحه مطبوع. وفى دار الكتب المصرية مخطوطة من أماليه النحوية فى أكثر من ستمائة وخمسين صحيفة.
ولابن الحاجب آراء كثيرة اتفق فيها مع بعض النحاة وأخرى خالف فيها جمهورهم ،
__________________
(١) الهمع ١ / ٦٤.
(٢) الهمع ١ / ٧٢.
(٣) الهمع ١ / ١٢٨ وما بعدها.
(٤) الهمع ١ / ٩٠.
(٥) انظر فى ترجمة ابن الحاجب الديباج لابن فرحون ص ٣٧٢ وطبقات القراء للجزرى ١ / ٥٠٨ وشذرات الذهب ٥ / ٢٣٤ وطبقات القراء للذهبى ٢ / ٢٠١ وذيل الروضتين ص ١٦٠ ، ١٨٢ وتاريخ ابن كثير ١٣ / ١٧٦ وبغية الوعاة ص ٣٢٣.