بها ما ذكره الأشمونى فى شرحه ، كما يحمل مادة واسعة من الاعتراضات والأجوبة.
ونمضى إلى العصر الحديث ، ويلقانا فى فاتحته الشيخ محمد (١) الدسوقى المتوفى سنة ١٢٣٠ ه / ١٨١٥ م وكان يتصدر للإقراء فى الأزهر ، وله حاشية مطولة على المغنى لابن هشام ، وهى مطبوعة بمصر مرارا ، وتضم بين دفّتيها عتاد الشروح والحواشى التى وضعت على المغنى منذ ألفه صاحبه ، وتضم أيضا مباحث لغوية وأصولية مختلفة. وللشيخ حسن (٢) العطار المتوفى سنة ١٢٥٠ ه / ١٨٣٤ م حاشية مختصرة على شرح الأزهرية للشيخ خالد الأزهرى طبعت بمصر مرارا. وربما كانت أهم الحواشى التى ألفت بمصر بعد ذلك حاشية الشيخ محمد الخضرى الدمياطى على ابن عقيل وقد توفى سنة ١٨٧٠ م ، وهى تمتاز بالوضوح وغزارة المادة وخاصة فى بيان الخلافات النحوية وفى عرض آراء النحاة المتأخرين وخلاصة ما حشدوه فى حواشيهم وشروحهم من اعتراصات وأجوبة وحجج وأدلة. ومنذ أن أنشئت دار العلوم فى القرن الماضى يعم بمصر اتجاه جديد فى تصنيف النحو تصنيفا يقصد به إلى تيسيره على الناشئة ، وتلك وجهة أخرى غير وجهات المدارس التى حاولنا تصويرها فى هذا الكتاب ، ولعل من الخير أن نعود إلى الوراء ثانية لنترجم ترجمة موجزة للسيوطى ونعرّف تعريفا مختصرا بكتبه وآرائه النحوية.
السيوطى (٣)
هو جلال الدين عبد الرحمن بن أبى بكر بن محمد المتوفى سنة ٩١١ للهجرة ، عكف على الدرس والتحصيل منذ نعومة أظفاره ، ولم يلبث أن أخذ فى التأليف والتدريس للطلاب فى المدرستين الشيخونية والبيبرسية. وهو أغزر العلماء المصريين
__________________
(١) انظر فى ترجمة الدسوقى تاريخ الجبرتى ٤ / ٢٣١.
(٢) انظر فى ترجمة العطار تاريخ الجبرتى ٤ / ٢٣٣ والخطط التوفيقية ٤ / ٤٨ وتاريخ الآداب العربية فى القرن التاسع عشر لشيخو ١ / ٥١.
(٣) راجع فى ترجمة السيوطى ترجمته لنفسه فى حسن المحاضرة ١ / ١٨٨ والضوء اللامع ج ٤ رقم ٢٠٣ والكواكب السائرة ١ / ٢٢٦ والبدر الطالع ١ / ٣٢٨ والنور السافر للعيدروسى ص ٥٤ وذيل الطبقات الكبرى للشعرانى ص ٤.