إلى أن النداء بالهمزة قليل ويذكر أنه وقف على أكثر من ثلاثمائة شاهد لها وأنه لذلك أفردها بتأليف خاص (١). ويعرض الآراء المختلفة فى سبب بناء «الآن» ويختار أنها معربة بالنصب على الظرفية (٢) ، كما يختار عدم بناء المضاف لبناء المضاف إليه فى مثل يومئذ ، متابعا فى ذلك ابن مالك (٣) ، ويتابع الشلوبين فى أن الجملة المفسرة تكون ذات محل أو غير ذات محل حسب ما تفسره (٤) ، كما يتابع الفارابى فى أن رب تأتى للتقليل غالبا وللتكثير نادرا (٥). وعلى هذا النحو لا يزال السيوطى يختار لنفسه من مذاهب النحويين ما يتجه عنده تعليله وما يراه أكثر سدادا. وهو بذلك يجرى فى اتجاه مدرسته التى كان أفرادها من المصريين لا يزالون يتخيرون من الآراء النحوية ما تستقيم حججه وبراهينه.
__________________
(١) الهمع ١ / ١٧٣.
(٢) الهمع ١ / ٢٠٨.
(٣) الهمع ١ / ٢١٨ وما بعدها.
(٤) الهمع ١ / ٢٤٨.
(٥) الهمع ٢ / ٢٥.