المنهيّات والتقصير في الطاعات ، وهذا يحصل لأكثر الخلق. وإن كانت مراتبه متفاوتة.
وأمّا الخشية : فهى عبارة عن الحالة الحاصلة عند الشعور بعظمة الحقّ وهيبته ، وخوف الحجب عنه ، وهذه الحالة لا تحصل إلّا لمن اطّلع على جلال الكبرياء وذاق حلاوة القرب والزلفى ، ومن هنا قال سبحانه وتعالى : «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ» (١) فالخشية خوف خاص (٢).
فلا يخشى الله تعالى بالغيب إلّا العالمون به عزّوجلّ ، وبما يليق به من صفاته الجليلة وأفعاله الجميله.
وعن إبن عبّاس في ذيل هذه الآية قال : يريد إنّما يخافني من خلقي مَن عَلم جبروتي وعزّتي وسلطاني (٣).
وقال العلّامة الطبرسي : أي ليس يخاف الله حق خوفه ولا يحذره معاصيه خوفاً من نقمته إلّا العلماء الذين يعرفونه حقّ معرفته (٤).
وفي الكافي : عن الصادق عليه السلام إنّه قال : يعني «بالعلماء» من صدّق فعله قوله ، ومن لم يصدّق فعله قوله فليس بعالم (٥).
وفي الحديث : أعلمكم بالله أخوفكم الله (٦).
وقال النبيّ صلى الله عليه واله في حديث : أنا أخشاكم لله وأتقاكم له (٧) حيث كان صلى الله عليه واله أعلم الخلق به سبحانه عزّوجلّ.
وقال سيد الساجدين وزين العابدين الإمام علي بن الحسين عليهما السلام :
__________________
١ ـ فاطر : ٢٨.
٢ ـ الأربعون حديثاً : ص ٣٠٨ ، نقلاً عنه.
٣ ـ مجمع البيان : ج ٧ ـ ٨ ، ص ٤٠٧.
٤ ـ مجمع البيان : ج ٧ ـ ٨ ، ص ٤٠٧.
٥ ـ الكافي : ج ١ ، ص ٣٦ ، ح ٢.
٦ ـ مجمع البيان : ج ٧ ـ ٨ ، ص ٤٠٧.
٧ ـ صحيح البخاري : ج ٦ ، ص ١١٧ ، كتاب النكاح باب ١ ، ح ١.