ومنح القابلة فخذاً منه وديناراً ، تقديراً لجهودها من أجل الوليد المعزّز ، ووالدته الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام ، ثم عمد النبيّ صلى الله عليه واله إلى رأس الوليد فحلقه ، وتصدّق بزنة شعره فضّة ، وطلاه بالخلوق (١).
ونهى عن طلي رأس الوليد بالدم ، معلناً أنّ ذلك من أخلاق الجاهليّة ، وكان ذلك مألوفاً لديهم ، ثم أمر بختنه فختن ، كل ذلك يحدّثنا التاريخ :
فعن الطبري بإسناده : عن أسماء بنت عميس ، قالت : عقّ رسول الله صلى الله عليه واله عن الحسن يوم سابعه بكبشين أملحين ، وأعطى القابلة الفخذ ، وحلّق رأسه ، وتصدّق بزنة الشعر ، وطلّى رأسه بيده المباركة بالخلوق ، ثم قال : يا أسماء : الدم من فعل الجاهليّة (٢).
ولقد أصبحت المراسيم التي اُجريت للحسن عليه السلام من لدن جدّه النبيّ محمد المصطفى صلى الله عليه واله سنّة ، إستنّ المسلمون بها فيما بعد.
ولادة الإمام الحسين بن علي عليهما السلام :
وبعد حول من ميلاد الحسن السبط عليه السلام في اليوم الثالث من شهر شعبان المبارك ، السنة الرابعة من الهجرة أعلن البيت النبوي نبأ ميلاد السبط الثاني «الحسين عليه السلام» وزفت البشرى مرة ثانية إلى النبيّ الأكرم بميلاده ، فأسرع صلى الله عليه واله إلى دار علي والصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام.
فقال صلى الله عليه واله : لأسماء بنت عميس : يا أسماء : هاتي إبني فحملته إليه ، وقد
__________________
١ ـ الخلوق : نوع من الطيب.
٢ ـ ذخائرالعقبى : ص ١١٩ ، والمعجم الكبير : ج ٣ ، ص ٢٩ ، ح ٢٥٧١ ، ٢٥٧٢ ، ٢٥٧٤ ، ٢٥٧٥.