عزّوجلّ إذهي صادرة من الله المتعال ، فسجّلها ظمير الوجود ، وهي تتردّد في الملأ الأعلى إلى ماشاء الله ، ولقد بلغ من عظمة شخصيّة النبيّ صلى الله عليه واله أن سئل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عنها ، فأجاب : كيف أصب أخلاق النبيّ صلى الله عليه واله وقد شهد الله تعالى بأنّه عظيم حيث قال : «وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ» (١) (٢).
وهذا أبو الدرداء يسأل عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه واله؟.
فقالت : كان خلقه القرآن (٣).
وفي حديث آخر : قال : قلنا لعائشة : يا اُم المؤمنين ، كيف كان خلق رسول الله صلى الله عليه واله؟.
قالت : كان خلق رسول الله صلى الله عليه واله القرآن (٤).
قوله عليه السلام : «ليّن الجانب ، ليس بفظّ ولا غليظ» رجل فظّ : أي سيىّء الخلق ، شديد ، غليظ القلب ، ليس فيه أيّ رحمة ، وفي التنزيل : «وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ» (٥) أي سيّىء الخلق ، قاسي القلب.
وقال الجزري : ومنه الحديث : أن صفته في التوراة : ليس بفظّ ولا غليظ (٦).
أي كان النبيّ صلى الله عليه واله رؤوفاً رحيماً رفيقاً باُمّته في التبليغ غير فظّ ولا غليظ.
وفي موضع آخر : قال : وفي حديث عائشة : قالت لمروان : إنّ
__________________
١ ـ القلم : ٤.
٢ ـ تفسير فخر الرازي ذيل الآية ٤ من سورة القلم.
٣ ـ المستدرك على الصحيحين : ج ٢ ، ص ٣٩٢.
٤ ـ دلائل النبوّة : ج ١ ، ص ٣٠٩.
٥ ـ آل عمران : ١٥٩.
٦ ـ النهاية لإبن الأثير : ج ٣ ، ص ٤٥٩.