(١٠ : ٢٨) او ان زوال الغشاوات والغباوات بينهم يبين لهم انهم أخطئوا فيما كانوا يعبدون ، فقد عبدوهم زعم انهم شفعاء وما هم بشفعاء ، او انهم وكلاء وما هم بوكلاء ، او انهم بدلاء ام ماذا من شؤون الالوهية وما لهم شأن من هذا وذاك فلما زيّل الله بينهم يوم الدين علموا انهم ما كانوا يعبدون الا أسماء لا تحمل معاني كانوا يبغون ، فيصدق القول (ما كُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ) وكذا القول (إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ) نكرانا لأصل العبادة وتنديدا بما كانوا يعبدون. ظلمات بعضها فوق بعض!.
ترى ولماذا (لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) وهم فيه أيضا لا يستجيبون؟ علّه لان الاستجابة المقصودة ، ليست إلّا للحياة الدنيا وفيها ، إذ ينكرون الأخرى ، ولان يوم القيامة كالاستجابة فيه كذلك ليس سكوتا بخلاف الاولى ، وانما استجابة ضدهم حين يتحاورون ف (كانُوا لَهُمْ أَعْداءً وَكانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ)!.
وما أخذ له وآلمه المعاداة بين العبدة والمعبودات هناك ، خلاف ما كانوا يأملون أنهم لهم يستجيبون ، هيهات هيهات لما يأملون.
إنه يرجع التنديد الى المشركين أنفسهم انهم انما عبدوا أهواءهم ، وان كان طواغيتهم شركاءهم في العذاب بما كانوا يفعلون فسبحانه وتعالى عما يشركون.
هكذا يوقفهم الله امام حقيقة دعواهم الباطل يوم الدين بالشهود اليقين ، بعد ما أوقفهم امام الكون والادلة الكونية والعقلية والكتابية يوم الدنيا لتأتي عليهم حجة يوم الدين ، وهكذا يكون مثال كل عابد ومعبود من دون الله أصناما وطواغيت ، مهما تصلبوا متعنتين خلاف الحق ولحد القول إنه سحر مبين.