النَّاسِ عَنْكُمْ) في الحديبية و (فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ) في خيبر (وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها) في فتح مكة وسواها.
و (آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) : هي كف أيدي المشركين عنهم في الحديبية ، آية للنصرة والعزة الإلهية ، وفتح خيبر بغنائمها : آية للغلبة الآتية في فتح الفتوح ، ومن ثم (وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً) : صراطا الى فتح مكة إذ كانت شائكة ملتوية قبل الحديبية وخيبر ، وتجربة المؤمنين فيهما عبّدت لهم هذه الشائكة فأصبحت صراطا مستقيما لاسترجاع عاصمة الدولة الاسلامية
ثم (وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) عطف على محذوف بعد «وعدكم .. فعجل .. وكف ..» هو من أمثال «لتكون آية على الكافرين» إنذارا لهم ، فهدما لصرح الكفر وطرقهم التي عبدوها اليه (وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً) آية بآية وصراطا بصراط.
(وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها قَدْ أَحاطَ اللهُ بِها وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) ومغانم اخرى مؤجلة بعد المعجلة (لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها) حيث الفتح العنوة في مكة دون حرب رغم اكثرية العدة والعدة للمشركين ، انه لم يكن من المقدور عليه للمسلمين ، وانما (قَدْ أَحاطَ اللهُ بِها) حيطة الهية وآية قدرة منقطعة النظير. وترى ان «اخرى» هي فقط مغانم الفتح العنوة في مكة؟ ام والفرس والروم كذلك؟ ام وسائر ما الى ذلك؟.
قد تشملها «اخرى» كلها ، بما وعد الله المسلمين المجاهدين الصامدين في خطوط النار ، كما مضت هنالك الاشارة الى فتح فارس : (سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) وفي مجالات اخرى الى كل فتح اسلامي من هذا النمط.
وقد يبعد الشمول مضيّ الفعل (لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها) فكيف تشمل مستقبلات الغنائم؟ ويقر به انه بشارة بغنائم تستقبلهم أيا كانت : من هوازن ومكة وفارس (الفرقان ـ ١٣)