وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ (٢٢) فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ)(٢٣)
* * *
سورة الذاريات تزامل النازعات في آياتها الاولى ، إذ تحمل أقساما بقوات ذاريات فحاملات فجاريات فمقسمات امرا ، توطئة وتوطيدا لصدق مواعيد الرب يوم الدين الواقع ، فما هذه القوات الأربع؟ ثم ما هي الصلة الوطيدة بينها وبين صدق الوعد في الدين الواقع؟
(وَالذَّارِياتِ ذَرْواً) : إطارة وإثارة ، من الرياح الذارية لتراب او هشيمها : (كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ) (١٨ : ٤٥) او المطيرة المثيرة للسحاب بإذن الله : (اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ) (٣٠ : ٤٨) (... فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ) (٣٥ : ٩)
ومن الرياح اللواقح ، اللاقطة النطف من فحولة النبات ، فالمطيرة لها والمثيرة بها بين أنثاها ، ولكي تحمل جنينات الثمار ، او اللاقحة أجزاء السحاب المنبثة لتحمل ماء : (وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ) (١٥ : ٢٢) (حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالاً سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ) (٧ : ٥٧) فمن وظائف الرياح الذاريات إزجاء السحاب وقلعها من البحار والأنهار ، ومن مختلف أكناف السماء ، ثم تاليفها وجعلها ركاما لكي تحبل بالأمطار : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ ..) (٢٤ : ٤٣) .. ثم ومنها المطيرة للسفن الحاملات الجاريات.
هذه ، ومن ثم قوات ذاريات أخرى لمختلف الذاريات والعناصر والجزئيات كامنة في أصولها أو سواها بما كمنها الله فيها وأمكنها من مختلف التصرفات ، أو