الشديدة ، يقال : بعير محبوك القرى : محكمه ، والاحتباك شدّ الإزار ، كما الحبك هو الشد.
فالسماء هي ذات طرائق سبع : (وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ) (٢٣ : ١٧) طرائق حسنة ومن حسنها أنها شداد : (وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً) (٧٨ : ١٢)(١) : سماء منسقة محكمة التركيب ، حسنة الهيئة ، كتنسيق الزرد المتشابك المتداخل الحلقات ، المحبوكة المشدودة رغم طباقها السبع ، المتفاصلة الأجواء ، تحكمها وحدة الحكمة الناصعة الناسقة رغم حبكها العديدة ، ولكنها حسنة شديدة متناسقة. (٢)
فهنا طرائق محسوسة للأبصار مجردة ومسلحة ، وهناك طرائق معقولة للبصائر ، حبك قلبية وقالبية ، وهي فيها متلائمة متناصرة ، فمنتهية إلى توحيد المحبك المطرق الجبار القهار : (ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ) (٦٧ : ٣) مهما رأيت فيه من مختلف الخواص والآثار والأشكال!.
وكما أن السماء المادية لها حبك وطرائق ، كذلك السماء المعرفية ، فانها الرسول الأقدس صلّى الله عليه وآله وسلّم الذي يتلقى الوحي كله ، ثم له حبك : طرائق وأبواب ، يصدرون عنه ويدلون عليه ، فهم كثير لا يقولون الا واحدا دون اختلاف ، اثنى عشر إماما هم استمرار لرسالة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فاتّباعهم إذا ينتج قولا واحدا ، ولكنكم لنكرانكم سماوات المعرفة الرسالية والرسولية (إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ) ولتخلفكم عن مدرسة السماء الحسية والمعرفية.
فقسما بهذه السماء المحبوكة ، ذات الطرائق الحسنة الشداد :
(إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ) رغم أن هذه الطرائق بمتناو لكم حسيا وعقليا وعلميا ، فأنتم أنتم الأوغاد ، غارقون في قول مختلف ، كمن
__________________
(١) راجع ج ١ ص ٢٥ من الفرقان تستوضح السبع الطرائق الشداد.
(٢) نور الثقلين ٥ : ١٢١ عن تفسير القمي باسناده الى أبي حمزة قلت : سمعت أبا جعفر (ع) يقصر في قول الله (وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ) : السماء رسول الله (ص) وعلى ذات الحبك.