(٩٢) (١) وإنها كذلك آية للطاغين ، وإن كان لا يتذكر بها من غرب عقله وعزب ضميره.
(وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ) : وآية ثالثة في عاد إذ ... (ريح عذاب لا تلقح شيئا من الأرحام ولا شيئا من النبات وما خرجت إلا على قوم عاد) (٢) : عقيم لا تحمل الأمطار ، ولا تلقح الأشجار ، ولا تعود بخير ، ولا تنكشف عن عواقب نفع ، فهي كالمرأة التي لا يرجى ولدها ، ولا ينمى عددها : (سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ) (٦٩ : ٨).
ريح عقيم تعقم عن الحياة ، وترجع بذوي الحياة وكذا الأموات الى الرميم : (ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ) : وي كأنها ريح الجحيم! لا تحمل ماء ولا حياة ، وإنما مماتا ، ترمّ ما تأتي عليه وتحوله فتاة (جند من جنود الله) (٣) تمشي وتمضي كما أراد الله ، الى تنفيد نقمة الموت او رحمة الحياة ، وكما أن ريح الرحمة من الآيات كذلك ريح العذاب التي اعتبرت في عاد من الآيات : (وَفِي عادٍ ..) آية للمتوسمين ، مؤمنين ام فاسقين.
(وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ) : وآية رابعة في ثمود إذ : قال لهم صالح بعد ما عقروا الناقة : (تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) (١١ : ٦٥) ومن متعهم الممنوحة فيها ، محاولة التوبة في هذه الفرصة ، وهي من الهداية الإلهية : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى) (٤١ : ١٧) : (فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ) : إذ أمرهم ربهم
__________________
(١) ولقد رأيته أنا في متحف الآثار المصرية بقسم الموميا وقرأت هذه الآية بمجمع كبير من السوّاح واحتاروا من هذا التصادق العجيب بمن فيهم من مختلف الطوائف والأديان.
(٢) نور الثقلين ٥ : ٤٠١ عن روضة الكافي عن الامام الباقر (ع) راجع ج ٢٩ : ٨٥ الفرقان ، وج ٣٠ : ٣٠٩ تجد تفاصيل عن عاد.
(٣) نور الثقلين ٥ : ١٢٨ عن الامام الباقر (ع): ان لله عز وجل جنودا من الريح يعذب بها من عصاه .. وفيه عن علي (ع): الرياح خمسة منها الريح العقيم فتعوذوا بالله من شرها.