اللهم إلا في كرامة الوحي الخاصة به صلّى الله عليه وآله وسلّم دونهم (ع) ، وإلا ف «أولنا محمد ـ آخرنا محمد ـ أوسطنا محمد : وكلنا محمد» وكما توحيه آية التطهير واضرابها ، وفيما تكون الدرجات بين الآباء والذريات شاسعة بعيدة ، فالمتيقن من هذا الإلحاق ، هو الحظوظ المادية ، او ومعنوية أحيانا حسب متطلبات الآباء ، فاللحوق إذا يشمل قسميه ، طالما التسوية المطلقة بمفردها لا تناسبه فانها ليست لحوقا ، وانما بمناسبة الجمع ، الذي تبرره الاكثرية الساحقة من غير المسوين تماما.
وكيف تلحق الذريات بالآباء وهم أتباعهم ودونهم في الايمان ، أليس يقتضي ذلك الإلحاق نقصا من اعمال الآباء ليزيد في اعمال الذرية حتى يستحقوا التسوية بالالحاق؟ وهذا ظلم بالآباء! وزيادة للذرية دون عمل! حتى ولو زيد في أعمالهم دون نقص عن الآباء ، ومظنة الألت هذا يقتضي سلبا وإيجابا في الجواب : فسلبا (وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) : نلحق بهم ذريتهم دون ان ننقص من اعمالهم شيئا ، وكما عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قوله : وما نقصنا الآباء بما أعطينا البنين (١) وإيجابا : (كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ) فقد تختص رهانة النفوس بطالحات الأعمال دون
__________________
ـ علي (ع) وحجتهم واحدة وطاعتهم واحدة.
البرهان ٤ : ٢٤١ محمد بن العباس مسندا الى علي بن زيد قال عبد الله بن عمر كنا نفاضل فنقول عمر وابو بكر وعثمان ، ويقول قائلهم فلان وفلان ، فقال رجل يا أبا عبد الرحمان فعلي (ع) فقال : على من أهل بيت لا يقاس بهم احد من الناس على مع النبي في درجته ثم استدل بهذه الآية. وفيه عنه باسناده المتصل عن ابن عباس في الآية قال : نزلت في النبي (ص) وعلي وفاطمة والحسن والحسين (ع).
وفيه الشيخ في اماليه بسند متصل عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر وجعفر بن محمد (ع) يقولان : ان الله اعوض الحسين (ع) من قتلته ان جعل الامامة في ذريته والشفاء في تربته واجابة الدعاء عند قبره ولا تعد ايام زائريه جائيا وراجعا من عمره ، قال قلت لأبي عبد الله (ع) : هذه الخلال ينال بالحسين فما له في نفسه؟ قال : ان الله تعالى الحقه بالنبي (ص) فكان معه في درجته ومنزلته ثم تلى (ع) هذه الآية.
(١) الدر المنثور ٦ : ١١٩ ـ أخرجه البزار وابن مردويه عن ابن عباس رفعه إلى النبي (ص).