ثم وفي وجه آخر لآية الرهانة : ان يشمل الرهن فيها صالح الأعمال ايضا.
نقول ان الذرية وان لم تعمل ما يؤهلها لهذا الإلحاق ، إلا انهم في اتباع الايمان من مكاسب الآباء ولو في زاوية من مثلث الاهتداء ، وان الآباء عملوا لهم كما عملوا لأنفسهم ، وعلى حد المروي عن الرسول الأقدس صلّى الله عليه وآله وسلّم (١) فكما للإنسان ان يعمل لنفسه ، كذلك له ان يعمل لمن هو كنفسه ان ساعدت ظروفه ، واتبعه بإيمان كما تقدم حسنات للأموات مهما كانوا غير مخصوصين بالعاملين ، وإن لا يصلهم الا بعض ما يقدم لهم ، فكذلك وباحرى للذريات ، وإن لا يصلون بذلك درجة الآباء ، فهم بحاجة الى الإلحاق ، فضلا من الله وإحسانا ثم ولا ينقص من اعمال الآباء شيء لأنها باقية معهم دون مزايلة ، وهم مرهونون بها دون فكاك ، فكيف ينقص منها؟ بل ويزاد عليها حسنات فسواء اختصت الرهانة بالسيئات ، او عمت الحسنات ، فالتابعون لآبائهم بإيمان يلحقون بهم بإحسان دون نقص من اعمالهم شيئا ، ودون منافاة لرهانة الأعمال أيا كانت.
وأخيرا ما هو دور القصر من أولاد المسلمين ، صغارا ومجانين ، وكذلك هما من الكافرين؟ .. نقول : ان الذراري القصر المسلمين ، وان لا يشملهم صدر آية الذرية ، إذ اختصت بالمكلفين ، إلا أنهم مشمولون لذيلها : (كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ) في الوجه الاول ، كما يشمل القصر من الكافرين وان كان بينهما فرق بان في إدخال الأولين الجنة تقريرا لعيون آباءهم دون الآخرين ، فالعقاب والعقاب فقط لزامه السيئة ، واما الثواب فلا يتطلب حسنة ولا سيما ممن لا تتأتى منه ولا تأتي من راعيه ، فأولاد المؤمنين يدخلون الجنة وكما يروى عن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم والأئمة من آله (ع) (٢) وعل مصير أولاد الكفار ومجانينهم خطيرة بين الجنة والنار إذ لا طاعة لهم ولا عصيان ولا رهانة خيرة لآبائهم حتى يدخلوا الجنة تقريرا لعيونهم ولا شريرة لكي تدخلهم النار ، وليس بذلك البعيد من
__________________
(١ ، ٢). في المجمع روى زاذان عن علي (ع) قال : قال رسول الله (ص): ان المؤمنين وأولادهم في الجنة ، وروى عن الصادق (ع) قال : أطفال المؤمنين يهدون الى آباءهم يوم القيامة.