كما هو مرد كل ما يخالف الكتاب والسنة مهما كثرت روايته وكبرت رواته فضلا عن هذه الوحيدة الهزيلة ، المرفوعة الشاذة الذليلة ، المتناقضة في نفسها ، رغم انها رائجة في أسواق تجار الإسلام المفترى عليه.
ومثلها يتيمة اخرى تفصل بين أولاد المؤمنين ـ فالى الجنة وبين أولاد الكفار ـ فالى النار! (١).
وهذا التفسير يتصدى لأمثالها من المخلقات الزور الغرور ، فانه لها بالمرصاد.
(وَأَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ. يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ. وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ)
ان المتقين والمؤمنين ـ بعد هذه المكرمات ـ يمددهم ربهم بفاكهة ولحم مما يشتهون ، وهما من أفخر وألذ المآكل ، مما يتطلب كأسا مثلها ، وإذا هم يتعاطونها بما فيها من خمر ، لكنها ليست كخمر الدنيا إلا في اسمها إذ (لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ) لا في الجنة ككل ، ولا في الكأس ، ولا في خمرها ، لغو القول ولا لغو الفعل ، وكذلك التأثيم ، طالما هما في الدنيا وكأسها وخمرها من سكر فعربدة وهذر وهدر وإيذاء واستئذاء وهتك للحرمات وكل لغو وتأثيم ، ولكنهم في الجنة يتعاطونها ويتجاذبون متلاعبين متفكهين بلا اي لغو او تأثيم ، كمتنازعين وليسوا متنازعين.
وكما انها فيها ليست خمرا تخمر العقل فتخلف كل لغو وتأثيم ، وانما التنازع
__________________
(١) تفسير روح البيان ج ٩ ص ١٩٣ نقلا عن عين المعاني : سألت خديجة (رض) رسول الله (ص) عن ولدين لها ماتا في الجاهلية ، فقال (ص) هما في النار ، فكرهت فقال (ص) لو رأيت مكانهما لأبغضتهما ، قالت : فالذي منك؟ قال (ص) : في الجنة ، ان المؤمنين وأولادهم في الجنة وان المشركين وأولادهم في النار.
ومثلها ما في الدر المنثور ٦ : ١١٩ ـ أخرجها عبد الله بن احمد في زوائد المسند عن علي (ع) قال قال رسول الله (ص): ان المؤمنين وأولادهم في الجنة وان المشركين وأولادهم في النار ثم قرء الآية.