(أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ، وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى ، أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى. تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى)
فما اظلمها قسمة بينهم وبين الله ، أن أربابهم المزيفة الثلاثة ترى ، ولكن الله تعالى لا يرى ، مهما اختلفت الرؤيتان بصرا وبصيرة ، أو أن لهم الذكر وله الأنثى ، إذ يجعلون لله ما يكرهون ، ولهم ما يحبون «تلك» : القسمة في الرؤية وفي الذكورة والأنوثة (إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى) : ظالمة جائرة ، فان ضاز بمعنى جار وظلم.
فإذ قد ترون أنتم آلهتكم ، فلما ذا تمارون الرسول إذ يقول : رأيت ربي بقلبي ، ولو ان الرؤية الممارى فيها كانت رؤية جبرئيل ، انتفت الصلة بينها وبين رؤيتهم أربابهم ، فالمجال هنا وهناك مجال رؤية الأرباب ، دون الملائكة واضرابهم!.
__________________
ـ صورته الحقيقة الملكوتية.
وفي التوحيد للصدوق عن علي (ع) في الآية : «رأى جبرئيل في صورته مرتين هذه المرة ومرة أخرى ، وذلك أن خلق جبرئيل عظيم فهو من الروحانيين الذين لا يدرك خلقهم إلا رب العالمين.
وفي أحاديث عدة أنه (ص) أري النبيين (ع) أجمع فصلى بهم وسألهم عن أشياء كما قال الله : «وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ» كما رواه فيمن رواه القمي في تفسيره بسنده عن أبي عبد الله (ع).
وفي تفسير القمي باسناده إلى أبي بردة الأسلمي قال : سمعت رسول الله (ص) يقول لعلي يا علي! إن الله أشهدك معي في سبع مواطن ، اما أول ذلك فليلة أسري بي إلى السماء قال لي جبرئيل : اين أخوك؟ فقلت : خلفته ورائي ، قال : ادع الله فليأتك به ، فدعوت الله وإذ بمثالك معي ، الى قوله : واما السادس لما أسري بي الى السماء جمع الله لي النبيين فصليت بهم ومثالك خلفي ، وفي أصول الكافي بسند متصل عن أبي جعفر (ع) قال : كان أمير المؤمنين (ع) يقول : ما لله عز وجل آية هي اكبر مني ، أقول : يعني بعد النبي (ص) فحين راى من آيات ربه الكبرى فعلي (ع) من اكبر آيات الله ، فليكن مثاله الحقيقي مما رآه (ص) مع امثلة سائر النبيين وسائر الكروبيين ، وأحاديثنا متظافرة أن عليا (ع) كان ممن رآه النبي ليلة المعراج.