يعق والديه كافرا بالله واليوم الآخر هكذا ، وهم جماعات وليس واحدا وكما يقول الله :
(أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ) :
«أولئك» من حماقى الطغيان (الَّذِينَ حَقَّ) : ثبت (عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ) : كلمة العذاب «في امم» : جماعات وقرون «قد خلت» : مضت وغبرت (مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) فهم وإياهم شرع سواء إذ كانوا معا في شرعة سوداء (إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ) دينهم ودنياهم ، أولاهم وأخراهم ، وأية خسارة أخسر من خسارة الأمن والإيمان دنيا ، ثم خسارة النعيم والرضوان عقبى؟!.
__________________
ـ وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن محمد بن زياد ـ هما عن مروان واخرج ابن جرير عن ابن عباس وابن أبي حاتم عن السدي ـ كلهم ان الآية نزلت في عبد الرحمان بن أبي بكر (رض).
أقول : لكن الآية تأبى عن ذلك لمكان الجمع في تاليتها : (أُولئِكَ الَّذِينَ ..) وان عبد الرحمان هذا أسلم فكيف يحق عليه القول في امم في النار ، وكما اخرج ابن أبي حاتم عن السدي «ثم اسلم فحسن إسلامه» وإليكم بعض الأثر عن الحجاج في ذلك :
اخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن عبد الله قال : اني لفي المسجد حين خطب مروان فقال : ان الله قد ارى امير المؤمنين (معاوية) في يزيد رأيا حسنا وان يستخلفه فقد استخلف ابو بكر وعمر ، فقال عبد الرحمان بن أبي بكر : أهرقلية! ان أبا بكر والله ما جعلها في احد من ولده ولا احد من اهل بيته ولا جعلها معاوية إلا رحمة وكرامة لولده ، فقال مروان : ألست الذي قال لوالديه أف لكما؟ فقال عبد الرحمان : ألست ابن اللعين الذي لعن أباك رسول الله (ص)؟ قال : وسمعتها عائشة فقالت : يا مروان! أنت القائل لعبد الرحمن كذا وكذا؟ كذبت والله ما فيه نزلت ، نزلت في فلان ابن فلان.
أقول : لا عبد الرحمان ولا فلان بن فلان أيا كان ، وانما كل من كان بهذه الصفة ، عبد الرحمان وغيره ، ولكن ليس عبد الرحمان ولا يشمله لأنه أسلم فلم يبق على كفره ونكرانه للآخرة ، فلا يحق عليه وعد الله في أمم قد خلت من قبله.