دروسا ، تتابع على أضواءها في محاولة بعيدة المدى ، للرحلات المختلفة الى أعماق الفضاء ، وقد وفقت حتى الآن لشيء ما ، عبر الطائرات ، فالصواريخ ، والمركبات والأقمار الصناعية التي نزلت على سطح القمر ، وتحاول الوصول الى الكرات الأبعد فالأبعد ، واحدة تلو الأخرى.
فغزو الفضاء بشارة سماوية قبل أن تكون فكرة او محاولة أرضية او واقعا منها ، وكما نستبشرها من الآيات التالية :
(وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ) (٣١ : ١٠) يعني جمع الدواب المنبثة في الأرض والسماوات ، إذا يشاء الله ، و «هم» توحي على اقل تقدير بان مجموعة من هذه الدواب عقلاء من هنا وهناك ، فسوف يتحقق الجمع بين انسان الأرض وانسان السماء ، وطبعا بالغزو المتقابل.
وكما نؤمر في آيات بغزو الفضاء : (قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ). (١٠ : ١٠١).
وليس مجال النظر المأمور به هو السماوات من بعد فقط ، حيث النظر إليها من قربها هو البالغ الاهمية في مجال المعرفة واستحكام الايمان ، مهما كان للنظر من بعيد علميا كذلك نصيبه.
وقد تدل آية المرور ، على غزو الفضاء في أعماقها : (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ) (١٢ : ١٠٥) ، فالمرور ـ ولا سيما بصيغة المضارعة : «يمرون» ما يوحي تماما ان البشرية تستقبل المرور على الأجواء البعيدة ، وآيات عظيمة في السماوات ، كما في الأرض ، مهما كان واقع المرور حين نزول الآية هو المرور البصري والنظري من بعد ، ولكننا ـ حسب تنبّإ الآية ـ وصلنا لحدّ المرور على القمر ، ثم سوف نمر على سائر الآيات والكرات السماوية.
وقد مرت وتمرّ عليكم آيات غرو الفضاء في مجالاتها الأنسب والأحرى تفصيلا.