من كبائر الإثم والفواحش ، طالما تختلف هذه الكبائر والفواحش في دركاتها وعقوباتها دنيوية وأخروية.
__________________
ـ الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا. والفرار من الزحف لأن الله عز وجل يقول : ومن يولّهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال او متحيزا الى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ، وأكل الربا لأن الله يقول : ان الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ، ويقول : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين ، فان لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ، والسحر لأن الله عز وجل يقول : ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق. والزنا لأن الله عز وجل يقول : ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب. واليمين الغموس (وهي الكاذبة الفاجرة) لأن الله عز وجل يقول : ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة. والغلول (السرقة والخيانة) قال الله : ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة. ومنع الزكاة المفروضة لأن الله عز وجل يقول : يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون. وشهادة الزور وكتمان الشهادة لأن الله عز وجل يقول : ومن يكتمها فانه آثم قلبه. وشرب الخمر لأن الله عز وجل عدل بها عبادة الأوثان : (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ ..) وترك الصلاة متعمدا لأن رسول الله (ص) قال : من ترك الصلاة متعمدا فقد برىء من ذمة الله وذمة رسوله. ونقض العهد وقطيعة الرحم ، لأن الله عز وجل يقول : أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار. قال : فخرج عمرو بن عبيد وله صراخ من بكائه وهو يقول : هل من قال برأيه ونازعكم في الفضل والعلم.
وفي عيون أخبار الرضا في باب ما كتبه الرضا (ع) من محض الإسلام وشرايع الدين قال (ع): (في عد الكبائر) ... وزاد «وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به». والميسر وهو القمار ، والبخس في المكيال ، واللواط ، ومعونة الظالمين والركون إليهم ، وحبس الحقوق من غير عسر ، والكذب والكبر والإسراف والتبذير والخيانة والاستخفاف بالحج والمحاربة لأولياء الله والاشتغال بالمناهي والإصرار على الذنوب.
أقول : ومن الكبائر كتمان ما انزل الله (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) (٢ : ١٥٢) وإيذاء الرسول : (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٩ : ٦١).