أوزار غيرها فتعذب هي عنها ، وترحم صاحبة الوزر ، إن هي إلا قسمة ضيزى وفرية على السيد المسيح : أن تحمل بصلبه جميع لعنات الناموس ، وازرة معصومة طاهرة ، تحمل أوزار أنفس عاصية قذرة! فسلام لك ايها المظلوم المهتوك ممن يذود عنك تلك الوصمات ، واللعن على المفترين عليك.
وما شفاعة الشافعين الطاهرين لبعض العاصين حملا لأوزارهم ، إنما هي غض عنها كأن لم تكن شيئا.
وهكذا نرى في آيات الجزاء ـ كلمة حتم لا تستثنى ـ : (وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) (٦ : ١٦٤) (وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى)(١٧ : ١٥) أنما الخطيئة على أصحابها ، دون أن تتخطاها إلى غيرها ، مؤمنة أو فاسقة ، حكم عادل عاقل لا تخلف فيها ولا استثناء عنها.
وحول آية السعي ، كيف يكون للميت عائدة وفائدة عما يسعاه الحي ، وما هو بساع لنفسه ، ولا ينفعه لو سعى بعد ما قضى نحبه؟ وكذلك حي عن حي أو شفعاء عمن لهم يشفعون فيشفّعون؟
الجواب : أن العائد إلى الميت ليس الا قليلا وفي إطارات خاصة ، وما عوده الى الميت إلا عودا الى الساعي ، فانه يسعى للميت ، فلو لم يعد من سعيه شيء الى الميت لم يفده سعيه في بغيته ، فكما أن للإنسان ما يسعاه لنفسه ، كذلك له ما يسعاه لغيره ، فما يبغيه لغيره يعتبر بغية له لنفسه ، كسائر القربات المهداة الى المؤمنين أحياء وأمواتا ، سواء أكانت بأجور ام قربة دون مقابل ، على أن ذلك ليس فوضى كما يبغيه الساعي ، وإنما فيما يؤهل له ومن يؤهل ، فهذان سعيان ينتجان عائدة للمهدى إليه وكما يأذن الله ، وفي الغائبة من واجبات جزئية قصورا او تقصيرا أم ماذا (١).
__________________
(١) اصول الكافي باسناده عن إسحاق بن عمار عن أبي ابراهيم (ع) قال : سألته عن الرجل يحج فيجعل حجته وعمرته او بعض طوافه لبعض اهله وهو عنه غائب في بلد آخر ، قال : قلت ـ