ثم إن آية الإنشقاق مما تناقلته الألسن الصادقة ، والأحاديث المتواترة (١) ما يحيل تأويل الآية إلى غير ظاهرها ، وكما تحيل الآية ذاتها كلّ تأويل لا يجاوبها ، فكل تأويل عليل ما لم يجاوبه حق الدليل.
ومما يريب الناس هنا ، أن الانشقاق هذا ـ كآية سماوية باهرة ـ لو كانت واقعة ، لرآها الناس جميعا ، في مشارق الأرض ومغاربها ، وتناقله المنجمون الراصدون ، والباحثون عن الأوضاع السماوية ، والمؤرخون ، كما تناقلته الرواة المسلمون ، فإنها حادثة كونية عظيمة ، فكيف انحصرت برواة المسلمين؟!.
__________________
(١) قد روى حديث الانشقاق جماعة كثيرة من الصحابة كعلي (ع) وانس وابن مسعود وابن عباس وحذيفة وجبير بن مطعم وابن عمر وغيرهم ، ممن حضر الانشقاق او لم يحضروه أخرجه عنهم أرباب الجوامع والمسانيد والحفاظ ، فمن أخرجه : البخاري ومسلم وابن مردويه وابو نعيم البيهقي في الدلائل وابن جرير والطبراني عن ابن عباس واخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه وابن مردويه وابو نعيم والبيهقي في الدلائل من طريق مجاهد عن أبي معمر عن ابن مسعود والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير عن أبي معمر عنه واخرج احمد وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير والحاكم وابو نعيم والبيهقي عن جبير بن مطعم وعبد الرزاق واحمد وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر والترمذي وابن مردوية والبيهقي في الدلائل والبخاري ومسلم عن انس واخرج مسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والحاكم والبيهقي وأبو نعيم من طريق مجاهد عن ابن عمر وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وعبد الله بن احمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم عن أبي عبد الرحمن السلمي وابن المنذر عن حذيفة بن اليمان (الدر المنثور ٦ : ١٣٢ ـ ١٣٤).
وفي تفسير روح البيان ج ٩ : ٢٦٣ ـ قال الطيبي أسند أبو إسحاق الزجاج عشرين حديثا الا واحدا في تفسيره الى رسول الله (ص) في انشقاق القمر ، وفي شرح الشريف للمواقف : هذا متواتر رواه جمع كثير من الصحابة.
هذا وقد روى أكثر من هذا بكثير محدثو الشيعة عن أئمة أهل البيت (ع) مثل ، في امالي الشيخ باسناده عن عبيد الله بن علي عن الرضا (ع) عن علي (ع) قال : انشق القمر بمكة فلقتين فقال رسول الله (ص) اشهدوا.