(وذلك) المشهد المهين حين الهلاك ـ انه حقيقة (إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ) حيث الافك والفرية ، الظاهر ان يوم الدنيا بمظهر الحق ، سوف يبرزان بالمظهر الحق : (يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ) (٨٦ : ٩) فلا تخفى منهم خافية.
(وَذلِكَ إِفْكُهُمْ) : ضلال آلهتهم وضلالهم ـ إذ يظهر ان بمظهر الحق ولحدّ هم يصدقون : (حَتَّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قالُوا أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ) (٧ : ٣٧).
(وَذلِكَ) الدمار المخزي البعيد ـ على تبين ضلالهم بضلال آلهتهم (ذلِكَ) حقيقة (إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ) (عف الطالب والمطلوب) ـ يوم تظهر الحقائق دون حجاب ، فلأهل الحق الثواب ، ولهؤلاء الآفكين المفترين التباب!.
لقد انتهى يوم الفوضى الضلال ، الذي كان يعيشه الضالون بكل رعونة ودلال ، تحسبونهم انهم أهل الحق وسائر الناس ضلّال ، لكنهم : (وَذلِكَ إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ)!.
* * *
(وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (٢٩) قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (٣٠) يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (٣١) وَمَنْ لا يُجِبْ