بَيْنَهُمْ) (١٠ : ٤٥) (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ. وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (٣٠ : ٥٦) فمهما كان لبثهم قليلا فليس ساعة من نهار وإنما لبث إلى يوم البعث برزخا وقبله ، فهو قلة ليست كتلك القلة : (ساعَةً) وإنما بجنب الأخرى! (فما بين الأولى والأخرى إلا غمضة عين) (١) فاغمض عينك في الأولى عما تهوى حتى تقر في الأخرى فيما تهوى ـ وذلك :
(بَلاغٌ) للناس أجمعين ، وللناكرين (فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ) : الخارجون عن طاعة الله ، بما خرجوا عن حكم العقل والفطرة ، إذا فليبصر الداعية ، وليصمد في الدعوة ، فما هي إلا حياة خاطفة أياما قلائل تنقضي فيعذبون بها طويلا (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً) ثم وتنعم أنت والمؤمنون طويلا!.
* * *
__________________
(١) روضة الواعظين للشيخ ابن القتال : قيل للنبي (ص) كم ما بين الدنيا والآخرة؟ قال : غمضة عين ، قال الله عز وجل : كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار.