الإنسان في الحياة : فلم يستنصركم من ذل وله جنود السموات والأرض وهو العزيز الحكيم وانما أراد ان يبلوكم أيكم أحسن عملا ، وبادروا بأعمالكم تكونوا مع جيران الله في داره رافق بهم رسله وأزارهم ملائكته وأكرم أسماعكم عن أن تسمع حسيس نار ابدا وصان أجسادهم ان تلقى لغوبا ونصبا (١).
ف (إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ) : دين الله وطريقه ، وتنصروا حزب الله وفريقه ، ومن أصدق مصاديقه الجهاد في سبيل الله قاتلا أو مقتولا كإحدى الحسنيين : (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينا ..) (٩ : ٥٢) :
(إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ) هكذا (يَنْصُرْكُمْ) فيما نصرتموه (وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ) : لكي تستقيموا إليه : (فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ) (٤١ : ٦) .. انه يثبت أقدامكم على الإيمان الجهاد حتى لا تفروا من الزحف ، ولا تفلّوا عن قوة الايمان إلى ضعف ، ولا تملّوا عن الحرمان ولا تفشلوا ، فعلى قدر النصر يكون التثبيت ومن ثم ينمو حتى الثبات على الإيمان ولو عند انفلات الروح قتالا في سبيل الله! ف [ان الجهاد باب فتحه لخاصة أولياءه ، وسوغهم كرامة منهم ونعمة ذخرها ، والجهاد لباس التقوى ودرع الله الحصينة ، وجنته الوثيقة ، فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذلة وشمله البلاء ، وفارق الرجاء ، وضرب على قلبه بالإسهاب وديث بالصغار والقماءة ، وسيم الخسف ، ومنع النصف ، وازيل فيه الحق بتضييعه الجهاد وغضب الله بتركه نصرته وقد قال الله عز وجل : (إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ)(٢)].
__________________
(١) نهج البلاغة للسيد الشريف الرضي نقلا عن الامام علي عليه السلام.
(٢) المصدر عن امير المؤمنين (علي) و : الإسهاب ذهاب العقل و «ديث بالصغار» : ذلل بغير مذلل ، والقماءة هو الذلة والصغر.