الخيبة : الحرمان والخسران (١)(٢).
قوله : «ويلكم» قال الزجاج : يجوز في انتصاب «ويلكم» أن يكون المعنى ألزمهم الله ويلا إن افتروا على الله ، ويجوز على (٣) النداء كقوله : (يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ)(٤) و (يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا)(٥)(٦).
قوله : «فيسحتكم» قرأ الأخوان (٧) وحفص عن (عاصم «فيسحتكم» بضم الياء وكسر الحاء. والباقون بفتحهما (٨).
فقراءة الأخوين من أسحت رباعيا وهي لغة نجد وتميم (٩).
قال) (١٠) الفرزدق التميمي (١١) :
٣٦٦٤ ـ وعضّ زمان يا ابن مروان لم يدع |
|
من المال إلّا مسحتا أو مجلّف (١٢) |
وقراءة الباقين من سحته ثلاثيا وهي لغة الحجاز (١٣) ، وأصل هذه المادة الدلالة على الاستقصاء والنفاد ، ومنه سحت الحالق الشعر أي استقصاه ، فلم يترك منه شيئا ، ويستعمل في الإهلاك والإذهاب ، ونصبه بإضمار أن في جواب النهي (١٤).
ولمّا أنشد الزمخشري قول الفرزدق :
.......... |
|
... (إلّا مسحتا أو مجلّف) (١٥) |
قال بعد ذلك (١٦) : في بيت لم تزل الرّكب تصطك (١٧) في تسوية إعرابه (١٨).
__________________
(١) في ب : الخسران والحرمان.
(٢) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢٢ / ٧٣.
(٣) على : سقط من ب.
(٤) [هود : ٧٢].
(٥) [يس : ٥٢].
(٦) معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٣٦٠.
(٧) حمزة والكسائي.
(٨) السبعة (٤١٩) الحجة لابن خالويه (٢٤٢) ، الكشف ٢ / ٩٨ ، النشر ٢ / ٣٢٠ الاتحاف (٣٠٤).
(٩) انظر الكشاف ٢ / ٤٣٨ ، القرطبي ١١ / ٢١٥. البحر المحيط ٦ / ٢٤٤.
(١٠) ما بين القوسين سقط من ب.
(١١) تقدم.
(١٢) البيت من الطويل قاله الفرزدق ، اللسان (جلف ، سحت).
(١٣) انظر الكشاف ٢ / ٤٣٨ ، القرطبي ١١ / ٢١٥. والبحر المحيط ٦ / ٢٤٤.
(١٤) وذلك أن الفعل المضارع ينصب ب (أن) مضمرة وجوبا بعد فاء جواب نفي أو جواب طلب ، وهو إما أمر أو نهي أو دعاء أو استفهام ، أو عرض أو تحضيض ، أو تمن ، وفي ذلك يقول ابن مالك :
وبعدها جواب نفي أو طلب |
|
محضين أن وسترها حتم نصب |
انظر شرح الأشموني ٣ / ٣٠١ ـ ٣٠٢.
(١٥) ما بني القوسين سقط من ب.
(١٦) في ب : قال بعده.
(١٧) في ب : لم تزل العرب تصطك في الركب.
(١٨) انظر الكشاف ٢ / ٤٣٨.