منها (١). وقال الحسن : من قبل محمد والقرآن (١).
قوله : «فنسي» قرأ اليماني بضم النون وتشديد السين (٢) بمعنى نسّاه الشيطان. وعلى هذه القراءة يحتمل أن يقال : أقدم على المعصية من غير تأويل ، وأن يقال : أقدم عليها مع التأويل (٣).
وعلى القراءة المشهورة يحتمل أن يكون المراد بالنسيان نقيض الذكر ، وإنما عوقب على ترك التحفظ ، والمبالغة في الضبط حتى تولد منه النسيان ، ويحتمل أن يكون المراد بالنسيان الترك ، وأنه ترك ما عهد إليه من ترك أكل ثمرتها (٤).
قوله : (وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً).
يجوز أن تكون (وجد) علمية ، فتتعدى لاثنين ، وهما «له عزما». وأن تكون بمعنى الإصابة فتتعدى لواحد ، وهو «عزما» ، (و«له») (٥) متعلق بالوجدان ، أو بمحذوف على أنه حال من «عزما» (٦) إذ هو في الأصل صفة له قدمت عليه (٧).
والعازم : هو المصمم (٨) ، فقوله : (وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) يحتمل : ولم نجد له عزما على ترك المعصية ، أو على التحفظ والاحتراز عن الغفلة ، أو على الاحتياط في كيفية الاجتهاد إذا (٩) قلنا : إنه ـ عليهالسلام (١٠) ـ إنما أخطأ بالاجتهاد (١١).
وقال الحسن (١٢) : ولم نجد له صبرا عما (١٣) نهي عنه.
وقال عطية (١٤) : حفظا لما أمر به. وقال ابن (١٥) قتيبة : رأيا معزوما (١٦).
حيث أطاع عدوه إبليس الذي حسده وأبى أن يسجد له. والعزم في اللغة : هو توطين النفس على الفعل.
قال أبو أمامة الباهليّ (١٧) : لو وزن حلم آدم بحلم جميع ولده لرجح عليه وقد قال الله تعالى (وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً). فإن قيل : أتقولون إن آدم كان ناسيا لأمر الله حين أكل من الشجرة. قيل (١٨) : يجوز أن يكون نسي أمره (١٩) ، ولم يكن النسيان في ذلك الوقت
__________________
(١) انظر الفخر الرازي ٢٢ / ١٢٤.
(١) انظر الفخر الرازي ٢٢ / ١٢٤.
(٢) المختصر : (٩٠) البحر المحيط ٦ / ٢٨٤.
(٣) انظر الفخر الرازي ٢٢ / ١٢٤.
(٤) انظر المرجع السابق.
(٥) ما بين القوسين سقط من ب.
(٦) انظر التبيان ٢ / ٩٠٥.
(٧) وصاحب الحال هنا نكرة ، لأن صفة النكرة إذا قدمت عليها نصبتها على الحال لامتناع جواز تقديم الصفة على الموصوف انظر شرح المفصل ٢ / ٦٣ ـ ٦٤.
(٨) في ب : المضمر. وهو تحريف.
(٩) في الأصل : وإذا.
(١٠) في ب : عليه الصلاة والسلام.
(١١) انظر الفخر الرازي ٢٢ / ٤٦٢.
(١٢) من هنا نقله ابن عادل عن البغوي ٥ / ٤٦٢.
(١٣) في ب : على ما.
(١٤) عطية العوفي.
(١٥) ابن : سقط من النسختين.
(١٦) تفسير غريب القرآن (٢٨٣).
(١٧) في ب : أبو علي الباهلي.
(١٨) في ب : فالجواب.
(١٩) في ب : ناسيا لأمره.