الخير أقبل يا طالب الشرّ أقصر! فلا يزال ينادي حتّى يطلع الفجر فاذا طلع عاد إلى محلّه من ملكوت السّماء ، حدّثني بذلك أبي عن جدّي عن آبائه عن رسول الله صلىاللهعليهوآله.
وفي الحديث (١) عن رسول الله صلىاللهعليهوآله من ختم له بقيام اللّيل ثمّ مات فله الجنّة وأنّه جاء رجل (٢) إلى عليّ عليهالسلام فقال : إنّي قد حرمت صلاة اللّيل ، فقال له : أنت رجل قد قيّدتك ذنوبك.
(وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) السّائل الذي يستجدى ، والمحروم الذي يحسب غنيّا فيحرم الصدقة لتعفّفه ، عن النبيّ (٣) صلىاللهعليهوآله : ليس المسكين الذي تردّه الأكلة والأكلتان ، والتمرة والتمرتان. قالوا : فما هو؟ قال الذي لا يجد ولا يتصدّق عليه ، وقيل : الذي لا ينمو له مال ، وقيل : المحارف الذي لا يكاد يكسب ، ويأتي تمام الكلام فيه في الزّكوة إن شاء الله تعالى.
الم السجدة [١٥ ـ ١٧] (إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ تَتَجافى) : ترتفع وتتنحّى (جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ.)
أى الفرش ومواضع النّوم والاضطجاع (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) أى داعين إيّاه خوفا من سخطه وطمعا في رحمته.
المشهور أنّهم المتهجّدون الّذين يقومون لصلاة اللّيل ، وهو المرويّ عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام وفي رواية عن الصّادق (٤) عليهالسلام : ما من عمل حسن يعمله العبد إلّا وله ثواب في القرآن إلّا صلاة اللّيل ، فان الله لم يبيّن ثوابها لعظم خطرها فقال (تَتَجافى) إلى (يَعْمَلُونَ)(٥).
__________________
(١) الوسائل الباب ٣٩ من أبواب الصلوات المندوبة ج ٥ ص ٢٧٤ المسلسل ١٠٢٨٨.
(٢) الوسائل الباب ٤٠ من أبواب الصلوات المندوبة ج ٥ ص ٢٧٩ المسلسل ١٠٣١٠.
(٣) الكشاف ج ٤ ص ٣٩٩ وفي الكاف الشاف أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة.
(٤) المجمع ج ٤ ص ٣٣١.
(٥) المجمع ج ٤ ص ٣٣١ وتراه في الوسائل الباب ٤٠ من أبواب الصلوات المندوبة ج ٥ ص ٢٨٠ المسلسل ١٠٣١٨.