على أهل الجهل أن يتعلّموا حتّى أخذ على أهل العلم أن يعلّموا فليتأمل.
(وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي له ما يتوارث أهلهما من مال وغيره ، فما لهم يبخلون عليه بملكه ولا ينفقونه في سبيل الله فيتركون للغير فيكون عليهم وزره وللغير نفعه أو أنه يرث منهم ما يمسكونه ولا ينفقون في سبيله بهلاكهم ، ويبقى عليهم الحسرة والعقوبة.
(وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ) من المنع والإعطاء (خَبِيرٌ) فيجازيكم على حسبه ، وفيه تأكيد للوعد والوعيد ، وقرئ بالتاء على الالتفات (١) وهو أبلغ خصوصا في الوعيد.
[لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ] [آل عمران : ١٨٨] (٢)
__________________
(١) انظر المجمع ج ١ ص ٥٤٦ وروح المعاني ج ٤ ص ١٢٤ والبدور الزاهرة ص ٧٢ وانظر بحث الالتفات في أنوار الربيع ط ١٣٨٩ ج ١ من ص ٣٦٢ الى ص ٣٨٥ وشروح التلخيص والمطول أواخر باب المسند اليه وخزانة الأدب للحموي ص ٥٩ والبرهان في علوم القرآن للزركشى ج ٢ من ص ٣١٤ الى ص ٣٣٨ والإتقان للسيوطي النوع الثامن والخمسين ج ٢ من ص ٨٥ الى ص ٨٧ والعمدة لابن رشيق ج ٢ ص ٤٥ والمثل السائر ط ١٣٨١ ج ٢ ص ١٧٠ وبديع القرآن لابن أبي الإصبع من ص ٤٢ الى ص ٤٥ ونهاية الارب للنويرى ج ٧ ص ١١٦ وشرح نهج البلاغة للخوئى ط الإسلامية ج ١ من ص ١٧٠ الى ص ١٧٤ والبحث لطيف جدا حقيق بالمراجعة يطول لنا الكلام ان حاولنا شرحه.
(٢) هذه الآية لم يتعرض لها في كنز العرفان ومسالك الافهام وقلائد الدرر وقد تعرض لها في زبدة البيان ص ٢٠٦ ط المرتضوي آخر كتاب الزكاة ولم يتعرض لها المصنف في المتن ولعل إعراضه أولا لما راى من عدم تناسبها كتاب الزكاة فغض عن التعرض لشرحها وبيان ما فيها أولا ثم توجه الى ان الغض عنها لعله يعد سوء أدب بالنسبة إلى شيخه المحقق الأردبيلي قدسسره فتعرض لها في الهامش.
مع ان للاية مع التوجه الى ما ورد في شأن نزولها في كتب التفسير مناسبة مع الآية ١٨٠ آل عمران السالفة حيث قد بينا هناك ان البخل بلغاته الأربع بمعنى منع الحق الواجب وهو في المال منع الزكاة وفي العلم كتمانه وقد تعرض في الآية التي قبل هذه الآية اعنى الآية ١٨٧ من سورة آل عمران ذم كتمان العلم.