القيوم بنفسه الذي لا يحتاج إلى غيره بوجه من الوجود ، ولا قيام لغيره إلا بإقامته فانتظم هذان الاسمان الكريمان صفات الكمال أتم انتظام يعرف ذلك أهل البصر بهذه الشئون الإلهية العالية وأهل العلم بأسماء الله وصفاته.
* * *
وله الإرادة والكراهة والرضا |
|
وله المحبة وهو ذو الاحسان |
وله الكمال المطلق العاري عن الت |
|
شبيه والتمثيل بالانسان |
وكمال من أعطى الكمال لنفسه |
|
أولى وأقدم وهو أعظم شان |
أيكون قد أعطى الكمال وما له |
|
ذاك الكمال أذاك ذو إمكان |
أيكون انسان سميعا مبصرا |
|
متكلما بمشيئة وبيان |
وله الحياة وقدرة وإرادة |
|
والعلم بالكلي والأعيان |
والله قد أعطاه ذاك ليس ه |
|
ذا وصفه فاعجب من البهتان |
الشرح : ويعتقد أهل السنة والجماعة أن الله متصف بالارادة وهي صفة تختص الفعل بأحد وجوهه الممكنة ، فالله عزوجل يخص بإرادته كل مخلوق بما يشاء من الصفات المتباينة المتقابلة من مثل السواد والبياض ، والطول والعرض ، واللطافة والكثافة والصلابة والليونة الخ. وضدها الكره وهو مستحيل على الله إذ لا مكره له ، قال تعالى : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) [القصص : ٦٨] ونفى الفلاسفة والمعتزلة صفة الإرادة عن الله عزوجل ، أما الفلاسفة فنفوا عنه القصد إلى الفعل وقالوا أن الفاعل بالقصد مستكمل ، وإن الإرادة تغير وانفعال وميل إلى الملائم وهو نقص يستحيل على الله ، ولهذا قالوا ان العالم صدر عنه بطريق الإيجاب والتعليل لا بطريق القدرة والاختيار.
وأما المعتزلة فبعد أن اتفقوا على نفي الإرادة فاختلفت عباراتهم في ذلك ، فمنهم من ذهب إلى أن معنى الإرادة أنه لا مكره له فهي ترجع إلى معنى سلبي. ومنهم من قال إنه مريد بإرادة حادثة لا في محل الخ. وكلا المذهبين مخالف للنصوص الصريحة الدالة على ثبوت المشيئة والإرادة ونفوذها في جميع