سورة الشورى حيث قال : (وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) [الشورى : ٥١].
* * *
فصل
في إلزامهم التشبيه للرب بالجماد الناقص
إذا انتفت صفة الكلام
وإذا انتفت صفة الكلام فضدها |
|
خرس وذلك غاية النقصان |
فلئن زعمتم أن ذلك في الذي |
|
هو قابل من أمة الحيوان |
والرب ليس بقابل صفة الكلا |
|
م فنفيها ما فيه من نقصان |
فيقال سلب كلامه وقبوله |
|
صفة الكلام أتم للنقصان |
اذ أخرس الانسان أكمل حالة |
|
من ذا الجماد بأوضح البرهان |
فجحدت أوصاف الكمال مخافة التش |
|
بيه والتجسيم بالانسان |
ووقعت في تشبيهه بالناقصات |
|
الجامدات وذا من الخذلان |
الله أكبر هتكت استاركم |
|
حتى غدوتم ضحكة الصبيان |
الشرح : ويلزم هؤلاء النفاة أيضا أن الله اذا لم يكن متصفا بصفة الكلام كان متصفا بضدها وهو الخرس ، والخرس نقص والنقص محال على الله تعالى ، فإن قالوا في الجواب عن ذلك لا يلزم من نفي صفة الكلام عن الله ثبوت ضدها وهو الخرس له ، لأن الخرس هو عدم الكلام عما من شأنه أن يكون متكلما من أمة الحيوان ، فالتقابل بين الكلام والخرس هو تقابل بين الملكة وعدمها ، فلا يتصف بالخرس الذي هو عدم الكلام الا ما كان قابلا لصفة الكلام ، أما ما ليس قابلا لها ولا من شأنه الاتصاف بها فلا يقال له اخرس. والله عزوجل ليس قابلا لصفة الكلام ، فنفيها عنه لا يترتب عليه اتصافه