متأخرا فلأن المعلول قد استفاد الوجود من علته ، ولا نعني بالحدوث الذاتي إلا استفادة الوجود من الغير. ومن العجيب ان ابن سينا مع قوله بقدم العالم يسمي الله خالقا وفاعلا ويسمي العالم مخلوقا ومفعولا ، فمتى خلق الله العالم على رأيه أو فعله إذا كان وجوده مقارنا لوجوده ، وكيف يمكن أن يكون الله خالقا للعالم مع القول بأنه علة والخلق إنما يعتمد على القصد والاختيار ، وأما العلة فيصدر عنها معلولها بالإيجاب المنافي للاختيار ، والعالم عنده كما هو أزلي مساوق لعلته في جانب الأزل ، هو كذلك أبدي غير قابل للفناء ، لأن المعلول لعلة تامة يجب أن يبقى ببقاء علته.
وهكذا يظن ابن سينا أنه أفلح بهذا التمويه والمغالطة في لبس الأمر على المسلمين ولكن الأذكياء من علماء هذه الأمة من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية استطاعوا كشف تلبيساته وفضح سرائره ونياته.
ومن العجيب أيضا أن يزعم هذا الرجل أنه يحاول الصلح والتوفيق بين طائفتين لا يعقل أن تهدأ بينهما الحرب أو ان يتم سلام ، فهذه طائفة تؤمن بالوحي والقرآن وتعتصم بعرى الإسلام والإيمان ، وهذه طائفة كافرة تدين بما ضرطت به عقول فلاسفة اليونان مما كله أو أغلبه كفر والحاد وهذيان. فلا يمكن أن يوضع السيف بينهم وبين أتباع الأنبياء أبد الدهر ، وستبقى بينهم الحرب العوان حتى لا تكون فتنة وحتى يظهر دين الله على الدين كله ولو كره الكافرون.
* * *
وكذا أتى الطوسي بالحرب الصر |
|
يح بصارم منه وسل لسان |
وأتى إلى الإسلام يهدم أصله |
|
من أسه قواعد البنيان |
عمر المدارس للفلاسفة الألى |
|
كفروا بدين الله والقرآن |
وأتى إلى أوقاف أهل الدين |
|
ينقلها إليهم فعل ذي أضغان |
وأراد تحويل الإشارات التي |
|
هي لابن سينا موضع الفرقان |
وأراد تحويل الشريعة بالنوا |
|
مس التي كانت لذي اليونان |