ونفوا قضاء الرب والقدر الذي |
|
سبق الكتاب به هما شيئان |
من أجل هاتيك الأصول خلدوا |
|
أهل الكبائر في لظى النيران |
ولأجلها نفوا الشفاعة فيهم |
|
ورموا رواة حديثا بطعان |
ولأجلها قالوا بأن الله لم |
|
يقدر على ايمان ذي الكفران |
ولأجلها حكموا على الرحمن |
|
بالشرع المحال شريعة البهتان |
ولأجلها هم يوجبون رعاية |
|
للأصلح الموجود في الإمكان |
حقا على رب الورى بعقولهم |
|
سبحانك اللهم ذي السبحان |
الشرح : يعني أن تلك الأصول الخمسة التي اتفق عليها أهل الاعتزال والتي قررها أحد شيوخهم ، وهو القاضي عبد الجبار الهمداني ، قد تفرعت عنها فروع هي غاية في الفساد والشناعة ، فمما تفرع على توحيدهم الباطل الذي هو الأصل الأول عندهم القول بخلق القرآن ، لأنهم لا يثبتون لله صفة الكلام ، ويقولون أنه متكلم بمعنى خالق للكلام ، والقول بانكار الصفات زعما منهم ان اثباتها ينافي التوحيد ، والقول بنفي علوه تعالى على خلقه واستوائه على عرشه والقول بنفي رؤية المؤمنين له في الجنة رؤية حقيقية بالأبصار.
ومما تفرع عن أصلهم الثاني وهو العدل نفي القضاء والقدر ، ونفي إرادة الله تعالى لفعل العبد ، لأن ذلك في زعمهم يبطل مسئولية العبد عن فعله ، وينافي العدل الذي يوجب أن يكون العبد حرا في فعله. وقد غلوا في هذا الباب حتى قالوا أنه لا يقدر على أفعال العباد فلا يقدر على خلق الإيمان في الكافر ولا خلق الكفر في المؤمن ولا يقدر أن يعين العبد على ما به يصير فاعلا.
ومنها أيضا قولهم بوجوب الصلاح والأصلح على الله عزوجل بالنسبة للعبد على خلاف بينهم في معنى الأصلح هل هو الأنفع أو الاوفق في الحكمة ، ويرد عليهم ذلك القول الفاسد خلقه تعالى للكافر الفقير المعذب في الدنيا بالفقر وفي الآخرة بالنار ، فأي صلاح له في هذا.
ومما تفرع على أصلهم الثالث وهو الوعد والوعيد ، يعني وجوب اثابة المطيع