ليجدد لهذه الأمة ما رث من أمر دينها ويشد ما وهى من عقد ايمانها من نصر الله به السنة وقمع به البدعة وأقام به على المارقين الحجة (تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني الدمشقي) الذي لم يأت الزمان له بنظير في الجمع بين المعقول والمنقول ، وهل كان ذنبه الا أنه جرد الدين من كل دخيل وأزال ما لصق به من أوضار الشرك وظلمات البدع حتى رده سليما نقيا. وأنه جرد الوحي مما زاده المفترون الكذابون.
هذا واعتذر للقارىء عن شرح البيت الأخير أعني قوله (فتجرد المقصود عن قصد له الخ) فإني لم أفهمه والله تعالى أعلم. ويجوز أن يكون الشيخ قد أراد أن المقصود من التوحيد والوحي قد تجرد عما لصق به من زيادات ومحدثات حين قصد شيخ الاسلام الى تجريده ، فلهذا عودي رحمة الله ولم ينصفه من الناس أحد.
* * *
ما منهم أحد دعا لمقالة |
|
غير الحديث ومقتضى الفرقان |
فالقوم لم يدعوا إلى غير الهدى |
|
ودعوتم انتم لرأي فلان |
شتان بين الدعوتين فحسبكم |
|
يا قوم ما بكم من الخذلان |
قالوا لنا لما دعوناهم الى |
|
هذا مقالة ذي هوى ملآن |
ذهبت مقادير الشيوخ وح |
|
رمة العلماء بل عبرتهم العينان |
وتركتم أقوالهم هدرا وما |
|
أصغت إليها منكم اذنان |
لكن حفظنا نحن حرمتهم ولم |
|
نعد الذي قالوه قدر بنان |
الشرح : يعني أن هؤلاء الذين عاديتموهم من أهل الحديث وأئمة الهدى مثل أحمد وابن تيمية ، وأضرابهما لم يدع أحد منهم الى مقالة مبتدعة ولا تزيد في دين الله ما ليس منه ، وانما دعوا الى الأخذ بالحديث وما يفهم من صريح الكتاب. وأما أنتم فتعرضون عن السنة والكتاب جانبا وتدعون لرأي فلان وفلان ممن يجوز عليهم الخطأ وليسوا بمعصومين فشتان ما بين الدعوتين دعوة الى هدى ،