مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللهُ لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضى) [النجم : ٢٦].
وكذاك نزه نفسه سبحانه عن الوالد والولد فقال : (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) [الإخلاص : ٣] وعن الزوجة والكفء الذي هو النظير المساوي قال تعالى : (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) [الإخلاص : ٤] وقال : (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) [مريم : ٦٥] أي شبيها ونظيرا يستحق مثل اسمه ، وقال تعالى : (أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ) [الأنعام : ١٠١] وقال حكاية عن الجن : (وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً) [الجن : ٣].
ولقد أتى التنزيه عما لم يقم |
|
كي لا يزور بخاطر الانسان |
فأنظر الى التنزيه عن طعم ولم |
|
ينسب إليه قط من انسان |
وكذلك التنزيه عن موت وعن |
|
نوم وعن سنة وعن غشيان |
وكذلك التنزيه عن نسيانه |
|
والرب لم ينسب الى نسيان |
وكذلك التنزيه عن ظلم وفي الافع |
|
ال عن عبث وعن بطلان |
وكذلك التنزيه عن تعب وعن |
|
عجز ينافي قدرة الرحمن |
الشرح : يعني أنه سبحانه كما نزه نفسه عما قاله المبطلون ووصفوه به نزه نفسه عما لم يقله أحد ولم ينسبه إليه حتى لا يقع بخاطر أحد ، فنزه نفسه عن الطعم مع أن أحدا لم يصفه به ، قال تعالى : (قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ) [الأنعام : ١٤] وقال سبحانه (ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ) الذاريات : ٥٧] وكذلك نزه نفسه عن الموت وعن السنة النوم وعن الغشيان الذي هو الجماع وعن النسيان الذي هو ضد الذكر مع أن أحدا لم ينسبه الى شيء من ذلك قال تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ) [الفرقان : ٥٨] وقال : (لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ) [البقرة : ٢٥٥] وقال تعالى : (وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) [مريم : ٦٤].
ونزه نفسه كذلك عن الظلم في معاملة خلقه فلا يعاقب أحدا بغير ذنب ، ولا