أم لا وهل حاز البلاغة كلها |
|
فاللفظ والمعنى له طوعان |
فإذا انتهت هذي الثلاثة فيه كا |
|
ملة مبرأة من النقصان |
فلأي شيء عاش فينا كاتما |
|
للنفي والتعطيل في الازمان |
بل مفصحا بالضد منه حقيقة الا |
|
فصاح موضحة بكل بيان |
الشرح : هذا هو الوجه التاسع عشر ويقوم على إلزام أهل التعطيل بأحد لوازم ثلاثة ، كل منها في غاية الفساد ، ولا شك أن فساد اللازم يقتضي عقلا فساد الملزوم ، فيسأل هذا المعطل أولا : هل تعتقد أن الرسول صلىاللهعليهوسلم كان يعرف ربه حق المعرفة ، وأنه لا أحد من الخلق يمكن أن يكون علمه بالله عزوجل مساويا لعلم رسوله به أم لا؟
ثم يسأل ثانيا : هل كان هذا الرسول صلوات الله وسلامه عليه في غاية النصح لأمته والحرص على هدايتهم ، أم كان غاشا لهم كاتما عنهم ما يجب ان يعلموه من أسماء ربهم وصفاته؟
ثم يسأل ثالثا : هل كان هذا الرسول في أعلى درجات البلاغة والقدرة على البيان والافهام ، وأن الألفاظ والمعاني كانت تسلس له قيادها ، فلا يستعصي عليه شيء منها أم لا؟
فإذا كانت هذه الأمور الثلاثة من العلم واردة البيان والقدرة عليه قد كملت فيه غاية الكمال ، بحيث لا يمكن أن يساويه أحد من الخلق في واحد منها ، ولا أن تجتمع لأحد من الخلق كما اجتمعت له ، فلأي شيء إذا عاش طول حياته كاتما لما يجب اعتقاده من النفي والتعطيل في زعمكم. بل لأي شيء عاش مفصحا عن ضد ذلك من الاثبات غاية الافصاح ، ومبينا له أوضح البيان.
إن مذهبكم في التعطيل يقتضي واحدا من هذه الثلاثة ، أما نفي علم الرسول بما يجب لله من تنزيه وتقديس ، وأما كتمانه ذلك عن أمته غشا وتلبيسا. وأما