فالعقل اما فاسد ويظنه الرائي |
|
صحيحا وهو ذي بطلان |
أو ان ذاك النص ليس بثابت |
|
ما قاله المعصوم بالبرهان |
ونصوصه ليست تعارض بعضها |
|
بعضا فسل عنها عليم زمان |
واذا ظننت تعارضا فيها فذا |
|
من آفة الأفهام والأذهان |
او أن يكون البعض ليس بثابت |
|
ما قاله المبعوث بالقرآن |
الشرح : يرى أهل السنة قبول كل من حكم الفطرة وحكم العقل ، فان الله لا يمكن أن يفطر عباده على خلاف الحق ، كما لا يمكن اذا استقام تفكير العقل ، ولم يشبه شيء من الهوى والتقليد أن يزيغ عن الهدى أو يحيد. ويرى أهل السنة كذلك أن الوحى لا يمكن أن يجيء بما يناقض الفطرة أو يخالف العقل ، بل لا بد أن يكون مصدقا لهما ، فان رب الفطرة والعقل هو منزل الشرع فهو مصدر ذلك كله ، فلا يعقل أن يناقض نفسه ، فمن الخطأ توهم عداوة بين هذين الأصلين ووجود حرب بينهما بل هما سلمان عند من يحسن التوفيق بينهما ويرزق التصديق والقبول للنصوص والآثار والله يشهد كذلك أنهما سلمان لا يعاند أحدهما الآخر ، فاذا بدا تعارض بين النص والعقل فلا بد أن يكون سببه أحد أمرين : اما فساد في العقل بسبب ما خالطه من هوى أو وهم فيظنه الناظر فيه صحيحا وهو في حقيقته باطل واما كذب في النقل ، فيكون غير ثابت الورود عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
وكذلك اذا نسبت النصوص بعضها الى بعض فلا يمكن ان يقع بينها تعارض فسل عنها عليما بتأويلها وأوجه التوفيق بينها ليزيل ما يتوهم بينها من تعارض. واذا ظننت بينها تعارضا فلا سبب لذلك الا واحد من أمرين : أما قصور في الفهم وحصول آفة له تمنعه من الجمع بينهما ، واما أن يكون أحدهما ليس بثابت النقل عن الرسول صلىاللهعليهوسلم.
* * *
لكن قول محمد والجهم في |
|
قلب الموحد ليس يجتمعان |