من أدران التعطيل والالحاد ، لم يتبعوا فيها الا ما قاله هو سبحانه ، من غير تحريف له عن أصل وضعه ، ولا صرف له عن ظاهره ، ومن غير ما جحد له ولا كتمان ، قالوا لربهم حين سألهم : انما تلقينا عقيدتنا عن الوحيين من القرآن والأخبار ، فهما مصدر ديننا كله ، فلا حكم عندنا الا لهما ، ولا مرجع الا إليهما فلا نقدم عليهما قول أحد ولا رأيه ولا نعارض حكمهما بقضية عقل ولا غيره ولا نعدل عنهما الى رأى هؤلاء المختلفين المضطربين الذين يحسبون أنهم على شيء وهم ضلال عن الحق المبين ، آراؤهم مفسدة للدين افساد الحدث لطهارة المتطهرين فكما ينقض الحدث الطهارة الحاصلة بالوضوء تنقض آراؤهم أصل طهارة الايمان فهي كهذا الفساء والضراط الخارجين من الدبر ، فأين تلك الريح المنتنة مما جاء به الوحيان من روح وريحان ، وقال أهل الحق لربهم كذلك أنت كنت الرقيب علينا من فوق عرشك تسمعنا وترانا وتعلم سرنا وعلانيتنا لا يخفى عليك شيء من أمرنا. فأنت تعلم أنا قد أبينا أن ندين بالبدع والضلالات أو نقول بقول الافاكين ذوي البهتان والجهالات ، بل لم نقل الا بما قلته أنت في كتابك الحكيم ، أو قاله رسولك محمد صلىاللهعليهوسلم فيما صح عنه لم نتجاوز ذلك قيد أنملة ولم نركن الى هؤلاء المبتدعة بل عاديناهم فيك وفارقناهم رغم احتياجنا الى الانصار والاعوان. وانا خشينا ان تجر علينا صحبتهم أن نصير الى ما صاروا إليه من ذلة وهوان في يوم نطمع منك فيه بالغفران.
فمن الذي منا أحق بأمنه |
|
فاختر لنفسك يا أخا العرفان |
لا بد نلقاه نحن وأنتم |
|
في موقف العرض العظيم الشأن |
وهناك يسألنا جميعا ربنا |
|
ولديه قطعا نحن مختصمان |
فنقول قلت كذا وقال نبينا |
|
أيضا كذا فأمامنا الوحيان |
فافعل بنا ما أنت أهل بعد ذا |
|
نحن العبيد وأنت ذو الاحسان |
أفتقدرون على جواب مثل ذا |
|
أم تعدلون على جواب ثان |
ما فيه قال الله قال رسوله |
|
بل فيه قلنا مثل قول فلان |
وهو الذي أدت إليه عقولنا |
|
لما وزنا الوحي بالميزان |