بظواهر نصوصه الصريحة ، وهذا أيضا هو الذي دفعنا ، أي دفع أسلافنا إلى خلع ربقة الأديان من أعناقهم في غابر القرون والأزمان.
* * *
ولنا ملوك قاوموا الرسل الألى |
|
جاءوا بإثبات الصفات كمان |
في آل فرعون وهامان وقا |
|
رون ونمرود وجنكيز خان |
ولنا الأئمة كالفلاسفة الألى |
|
لم يعبئوا أصلا بذي الأديان |
منهم ارسطو ثم شيعته إلى |
|
هذا الأوان وعند كل أوان |
ما فيهم من قال ان الله فو |
|
ق العرش خارج هذه الأكوان |
كلا ولا قالوا بأن الهنا |
|
متكلم بالوحي والقرآن |
ولأجل هذا رد فرعون على |
|
موسى ولم يقدر على الإيمان |
إذ قال موسى ربنا متكلم |
|
فوق السماء وأنه متداني |
الشرح : يتبجح هذا الملحد الزنديق بأسلافه في الزندقة والالحاد ويعدهم على سبيل الفخر والاغراء بالتأسي بهم ، فيقول قد كان لنا فيما مضى ملوك عاندوا الرسل وكذبوهم فيما جاءوا به من اثبات إله فوق العرش متكلم بكلام مسموع ، وذلك كفرعون إمام أهل التعطيل والجحد ، حيث قال لموسى : (وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) [الشعراء : ٢٣] والحق أن فرعون كان متجاهلا فقط ، يتظاهر بإنكار الصانع مع علمه التام بوجوده كما في قوله تعالى حكاية عن موسى عليهالسلام في رده على فرعون : (لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بَصائِرَ) [الإسراء : ١٠٢] وكان هامان فيما يروى وزيرا لفرعون ، وكان من مشايعيه في إنكاره وجحده ، وهو الذي أمره فرعون أن يبني له صرحا يبلغ به أسباب السموات فيطلع إلى إله موسى ، وفي ذلك دليل واضح على أن موسى كان قد أخبره أن ربه في السماء ، وإلا لما عزم على بناء الصرح.
وأما قارون فكان من قوم موسى عليهالسلام ، فبغى عليهم واستطال بسبب ما آتاه الله من الكنوز وخزائن الأموال ، حتى حمله ذلك على الكفر بالله وادعاء