ورؤية ، كما قال سبحانه لموسى وهارون : (لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى) [طه : ٤٦].
* * *
وكذا ابن سينا لم يكن منكم ولا |
|
أتباعه بل صانعوا بدهان |
وكذلك الطوسي لما أن غدا |
|
ذا قدرة لم يخش من سلطان |
قتل الخليفة والقضاة وحاملي ال |
|
قرآن والفقهاء في البلدان |
اذ هم مشبهة مجسمة وما |
|
دانوا بدين أكابر اليونان |
ولنا الملاحدة الفحول ائمة الت |
|
عطيل والتسكين آل سنان |
ولنا تصانيف بها غالبتم |
|
مثل الشفا ورسائل الاخوان |
وكذا الاشارات التي هي عندكم |
|
قد ضمنت لقواطع البرهان |
الشرح : وكذلك ابن سينا وهو الفيلسوف الإسلامي المشهور مؤلف كتاب الشفاء في الفلسفة ، والقانون في الطب والإشارات وغيرها في المباحث العقلية لم يكن منكم يا معشر أهل الإثبات ، ولا أتباعه في فلسفته كذلك ، ولكنهم كانوا يصانعونكم بالمداهنة والحيلة حتى لا ينكشف أمرهم ، ولا تعرف زندقتهم ، فابن سينا كان يتظاهر أمام العامة بأنه يريد أن يخدم الدين من طريق التوفيق بينه وبين الفلسفة اليونانية مع أنه في قرارة نفسه لا يحمل للدين أي قدسية وكل عنايته في كتبه ، أنما كانت بتقرير نظريات أرسطو وأفلاطون وغيرهما من فلاسفة اليونان.
وكذلك الخواجة نصير الدين الطوسي المتوفي سنة ٦٧٢ كان من شيعة ابن سينا في الزندقة والتعطيل وكتبه ومؤلفاته مثل المحاكمات وشرح المحصل وشرح الإشارات شاهدة بزندقته والحاده ، وكان شديد البغض والكراهية لأهل السنة والجماعة ، وكان يضمر للدولة الإسلامية العداء والشر حتى يقال أنه هو الذي أغرى قائد التتر بغزو البلاد الإسلامية ، وكان مساعدا له في ذلك.
وهذا معنى قول المؤلف (لما أن غدا ذا قدرة لم يخش من سلطان). قتل