ويروى أنّ عبادة بن الصامت (١٨) قال :
يا للرجال أخّروا عليّا |
|
أليس كان دونهم وصيّا |
وغير ذلك من الأحاديث المتضمّنة للشهادة بعين الإمام المنصوص عليه عن الله سبحانه وعن رسوله ـ عليهالسلام ـ. (١٩)
لا يقال : هذه الأخبار آحاد ، لأنّا نقول يكفي تجويز صحّتها في تطريق الاحتمال إلى ما استدلّوا به.
ثم نقول : إنّ السبب الذي لأجله لم يتواتر النكير قوّة المنتصبين ، وضعف المعترضين ، وخوف الناقلين. وذلك يوجب الاستتار بالنكير ، فيقع نادرا ، فيقلّ النقل ، ثمّ يعتوره خوف الناقل ، فيكاد يضمحلّ ، لو لا أن يريد الله إظهار الحقّ لعباده. (٢٠)
__________________
أقول : أبو حذيفة هذا كان ممّن أبى عليّا ـ عليهالسلام ـ كما قيل ، إلّا أن يكون مراد المؤلّف ـ ره ـ من أبي حذيفة غير هذا : راجع العثمانية للجاحظ ص ٦.
وروى الطبري في خطبة عمر في شرح السقيفة : وانّه كان من خبرنا حين توفّي النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم انّ عليّا والزبير تخلّفا عنّا في بيت فاطمة ومن معهما ، وتخلّف عنّا الأنصار ، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر ... راجع قاموس الرجال ٧ / ٢٥٣.
(١٨) كان من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين ، وفي خبر الخصال والعيون عن الرضا ـ عليهالسلام ـ : هو من الذين مضوا على منهاج نبيّهم ولم يغيّروا ولم يبدّلوا. قاموس الرجال ٥ / ٢٢٥. وراجع الخصال ٤٩٢.
(١٩) سيأتي بعضها في المقصد الأوّل.
(٢٠) (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ).