ومنها إخباره بذي الثدية ، وبأنّه يقتل ولم يكن معروفا قبل ذلك. (١٠١)
ومنها قوله ـ وقد اخبر بعبور الخوارج النهر ـ مرارا ـ وهو يقول : كلّا لمّا عبروا وانّه لمصرعهم ومهراق دمائهم. (١٠٢)
__________________
ـ صوف ، معه سيفه وترسه وأدواته ، فقرب من أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ ، فقال له : امدد يدك ابايعك ، فقال له أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ على م تبايعني؟ قال : على السمع والطاعة والقتال بين يديك حتّى أموت أو يفتح الله عليك ، فقال له : ما اسمك؟ قال : اويس ، قال : أنت اويس القرني؟ قال : نعم. قال : الله أكبر أخبرني حبيبي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم انّي ادرك رجلا من أمّته يقال له اويس القرني يكون من حزب الله ورسوله ، يموت على الشهادة ، يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر. قال ابن عبّاس : فسرى والله عنّي.
(١٠١) الإرشاد ص ١٥٠ ـ إعلام الورى ١٧٣. قال ـ عليهالسلام ـ وهو متوجّه إلى قتال الخوارج ... وإنّ فيهم لرجل موذون اليد [أي صغير اليد وناقصها] له ثدي كثدي المرأة ، وهو شرّ الخلق والخليقة ، وقاتلهم أقرب خلق الله إلى الله وسيلة ـ ولم يكن المخدج [أي هذا الشخص الذي كان مخدج اليد وناقصها] معروفا في القوم ـ فلمّا قتلوا جعل ـ عليهالسلام ـ يطلبه في القتلى ، ويقول والله : ما كذبت ولا كذّبت ، حتّى وجد في القوم وشقّ قميصه وكان على كتفه سلعة كثدي المرأة عليها شعرات إذا جذبت انجذبت كتفه معها وإذا تركت رجع كتفه إلى موضعه ، فلمّا وجده كبّر وقال : إنّ في هذا لعبرة لمن استبصر.
(١٠٢) الإرشاد ص ١٥٠ ـ إعلام الورى ص ١٧٣ قال الشيخ المفيد ـ بعد نقل هذا الخبر بتفصيله ـ : وهذا حديث مشهور شائع بين نقلة الآثار ، وقد أخبر به الرجل [يعني جندب بن عبد الله الأزدي] عن نفسه في عهد أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ وبعده ولم يدفعه عنه دافع ، ولا أنكر صدقه فيه منكر ، وفيه إخبار بالغيب وإبانة عن علم الضمير ومعرفة ما في النفوس. والآية باهرة لا يعادلها إلّا ما ساواها في معناها من عظيم المعجز وجليل البرهان.