قوله : استنابه في الصلاة. قلنا : لم يثبت ذلك بل المرويّ بيننا وبين كثير ممّن خالفنا في الإمامة أنّ عائشة هي التي قدّمته ، حتّى أنّه لمّا سمع التكبير أنكر ذلك ، وقام معتمدا على رجلين ، حتى أزاله عن موقفه (٢٣) فلم يثبت التولية حتّى يفتقر إلى إثبات العزل.
والجواب عن الوجه الأوّل من احتجاج الطائفة الاخرى أن نقول :
لا نسلّم إجماع الصحابة على إمامته ، وكيف يثبت الإجماع ، وقد نقل المخالف والمؤالف توقّف جماعة كثيرة عن البيعة له ، مثل أبي سفيان ، والعبّاس ، وسعد بن عبادة ، وقيس ابنه ، وعليّ والزبير ، والنعمان بن يزيد (٢٤) وكثير من الصحابة. (٢٥)
فإن قال : عادوا بعد ذلك إلى القول بإمامته. قلنا : لا نسلّم ، فإنّ طاعة
__________________
(٢٣) قال الطبرسي في إعلام الورى ص ١٤١ : فجاء بلال عند صلاة الصبح ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مغمور بالمرض فنادى الصلاة رحمكم الله ، فقال : يصلّي بالناس بعضهم ، فقالت عائشة : مروا أبا بكر ليصلّي بالناس ، وقالت حفصة : مروا عمر ... ثمّ قام وهو لا يستقلّ على الأرض من الضعف ـ وقد كان عنده أنّهما خرجا إلى اسامة ـ فأخذ بيد عليّ بن أبي طالب والفضل بن العبّاس فاعتمدهما ورجلاه يخطّان الأرض من الضعف فلمّا خرج إلى المسجد وجد أبا بكر قد سبق إلى المحراب فأومأ إليه بيده فتأخّر أبو بكر وقام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكبّر وابتدأ بالصلاة ، فلمّا سلّم وانصرف إلى منزله استدعى أبا بكر وعمر وجماعة من حضر المسجد ، ثم قال : ألم آمركم أن تنفذوا جيش اسامة ...
(٢٤) والنعمان بن زيد. ن ل. في اسد الغابة ٥ / ٢٤ و ٣١ عدّ النعمان بن زيد والنعمان ابن يزيد بن شرحبيل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(٢٥) راجع تعليقة ص ٢٣٣.